قلنا: لعلل علمتْها العرب وجهلناها، أَو بعضها، فلم تَزُلْ عن العرب حكمةُ العلم بما لحقنا من غموض العلة، وصعوبة الاستخراج علينا.
وقالَ قطرب: إنما أَوقعت العرب اللفظتين على المعنى الواحد ليدلّوا على اتساعهم في كلامهم، كما زاحفوا في أَجزاء الشِّعْر، ليدلّوا على أَنَّ الكلام واسعٌ عندهم، وأَنَّ مذاهبه لا تضيق عليهم عند الخطاب والإطالة والإِطناب. وقول ابن الأَعْرَابِيّ هو الَّذي نذهب إليه، للحجّة التي دَللْنا عليها، والبرهان الَّذي أَقمناه فيه.
وقالَ آخرون: إِذا وقع الحرفُ على معنيين متضادّين، فالأَصلُ لمعنًى واحد، ثمَّ
تداخل الاثنان على جهة الاتساع. فمن ذلك: الصّريم، يُقَالُ لليل صَريم، وللنهار صَريم، لأنُ الليل ينصرِم من النهار، والنهار ينصرِم من الليل، فأَصلُ المعنيين من باب واحد، وهو القَطْع.
وكذلك الصارخ المغيث، والصارخ المستغيثَ؛ سمِّيا بذلك لأَن المغيث يصرُخُ بالإِغاثة، والمستغيثَ
1 / 8