وقالَ بعض أَهل العلم: لا يجوز هذا من جهنم، إِلاَّ بعقل يركِّبه الله ﷿ فيها، فتعرف به معنى الخطاب والردّ، كما جعل للبعير عقلًا، حتَّى سجد للنبيّ ﷺ، وكما جعل للشجرة عقلًا حتَّى أَجابتْه ﵇ حين دعاها.
وقالَ ثَعْلَبٌ: ظاهر الخطاب لجهنم؛ ومعنى التوبيخ لمن حضر ممن يستحقّ دخولها، كما قال جلّ اسمه: أَأَنْتَ قُلْتَ للنَّاسِ اتَّخِذوني وأُمِّي إلهَيْنِ من دون الله، لعيسى ﵇، وقد علم أَنه ما قال هذا قطّ إِلاَّ ليوبِّخ الكفار بإكذاب من ادَّعوا عليه هذه الدعوى الباطلة إياهم.
١١٩ - وما حرف من الأَضداد. تكون اسمًا للشيء، وتكون جَحْدًا له، وتكون مزيدة
للتوكيد. فيقول القائل: طعامُك ما أَكلتُ، وهو يريد طعامَك الَّذي أَكَلتُه، فتكون ما اسمًا للطعام، وتقول: طعامَك ما أَكلتُ، وهو يريد: طعامَك لم آكل. وتقول: طعامَك ما أَكلتُ، وهو يريد: طعامَك أَكلت، فيؤكُد الكلام ب ما. وتقول أَيْضًا: عبد الله ما قام، على جَحْد القيام، وعبد الله ما قام على إثباته. وما زيدت