فكتب جورجي التحويل وقال: خذ، فأين الفتاة؟
فتناول يوسف التحويل، وقال: الفتاة في دير الراهبات ... - حسن بقي أن تعدني ألا تخبر الفريق الآخر عن مقر الفتاة، وأنا أعدك أني أحفظها قبل أن يعقد زواجها، وأسلمها إليك. - وتخبر الفريق الآخر عن الفتاة على أثر تسلم أمها لها. - أعدك أني أفعل؛ لأني سأقبض التحويل الآخر حالا.
ولما خرج يوسف من عند جورجي آجيوس قال: لم يزل هذا الفتى ساذجا، وإلا لطلب مني مصادقة البنك على التحويل الذي أعطيته إياه؛ لأني غدا أقبض المال قبل أن يضطر يوسف أن يقدم تحويلي إلى البنك.
الفصل الرابع والثلاثون
في صباح اليوم التالي كان جورجي آجيوس أول من قبض المال من البنك، ثم ذهب توا إلى جميل مرمور، فلما استقبله هذا بادره قائلا: لست أستغرب خيانتك يا جورجي والحق علي أني لم آخذ منك ميثاقا أو ضمانة. - لماذا ترميني بالخيانة يا جميل وبيننا علائق شغل دائمة؟ فمتى خنتك؟ - أما أنت الذي أطلق سراح يوسف براق؟ - نعم؛ لأني نلت وطري. - هل أقر؟ - نعم فاستدع أم الفتاة إلى هنا حالا. - أين الفتاة؟ - متى أتت نديمة إلى هنا أقول.
بعد هنيهة من الزمان كانت نديمة هناك، فقال لها جورجي: الفتاة في دير الراهبات فهل تستطيعين استخراجها من هناك؟ - يا لله ألا أستطيع استخراج ابنتي من بين أيدي أناس لا حق لهم بإمساكها؟ - لعل الرئيسة تعللت ببعض حجج، وأبت أن تجمعك بالفتاة. - أبلغ دائرة البوليس في الحال. - حسن، وهبي أن الفتاة أبت أن تعود معك؟ - متى اجتمعت بها أسحرها، فهي طوع بناني. - هبي أنها كابرت. - لا تزال قاصرة فأقدر أن آخذها بالقوة. - حسن، أين الجزاء؟ - متى صارت الفتاة في البيت يدفع لك جميل التحويل. - إذن أنتظرك هنا. - لماذا؟ أنا أرسل خبرا إلى جميل أني تسلمت الفتاة. - بل أود أن أراك هنا لأمر لا أقوله إلا بعد أن تستردي الفتاة. - حسن، انتظرني في العصر هنا.
ولما كانت الساعة الثالثة بعد الظهر كان جورجي في منزل جميل مرمور، ينتظر نديمة بفروغ صبر فما أخلفت ميعادها.
وفي منتصف الساعة الرابعة كانت هناك متهللة، فقال جورجي: ماذا فعلت؟ - استخرجت الفتاة من الدير بعد مشاجرة مع الرئيسة، حتى إني هددتها بأن أقيم القيامة على رأسها.
فالتفت جورجي إلى جميل قائلا: التحويل.
فدفع جميل إليه تحويلا بألف وخمسمائة جنيه عليه مصادقة البنك، فطواه جورجي ووضعه في جيبه ثم قال لنديمة: أما تحتاجون إلى خدمة أخرى مني؟ - لا نستغني عن خدمتك يا مسيو جورجي، فمتى احتجنا إليك أبلغك جميل. - ألستم عازمين على تزويج الفتاة؟ - نعم الليلة إن شاء الله. - فأنا القسيس الذي يكلل إذن.
صفحه نامشخص