فتناول نجيب ورقة من جيبه، واعتدل في مكانه، وجعل يلقي المقال التالي خير إلقاء كأنه يعظ في معبد، قال:
سفر التكوين
في البدء تزوجت القوة المادة، فولدتا سدما، وكانت الجاذبية ذكورة والدافعية أنوثة، ثم نضجت السدم فكانت إجراما، وكان دورانها في أفلاكها مداعبة.
تلك قوة القوى وتلك مادة المواد.
تفرقت القوة في نسلها كتفرق المادة في ذريتها.
لكل نظام شمسي قوته القصوى، ولكل أرض قوتها، ولكل ذرة قوتها.
كل أرض تحوم حول شمس هي أمها، حتى إذا أعرضت عنها جلبتها بجلباب من غمام، وإذا مالت إليها كستها بثوب من ربيع، بيد أنها لا تخرج عن دائرة قوتها، بل كلما فقدت قوة تقترب منها لتستمد منها قوة جديدة، والأم تدخر القوة القصوى.
ثم تزوجت القوة الثالوث الهيدرو-كربو-نيتروجيني، فولدا المبدأ الحيوي «البروتو بلاسم»، وتزوجت القوة مجموع المبادئ الحيوية فولدا «القلب».
بذلك التفرق تفرقت القوة القصوى، وبهذا التجمع تجمعت «في القلب». •••
كل قلب مركز لقوة قصوى، وهو يفرقها على المبادئ الحيوية، التي تدور حوله في البدن دوران الأقمار حول سيارها.
صفحه نامشخص