فكر فتحي فيما سمع وأطال التفكير، ثم قال لعبد الشكور: تعال، ادخل.
وصاح عبد الشكور: هكذا يجب أن تكون الأمور. كان من الأول يا أخي.
خالت عليه الحيلة وصدقني. أنا أحتاجه في التنظيم السياسي ولا أريد أن يسيء إلي عندهم. أما الوسائل التي كان يحصل بها على الأرباح في البنك فقد تبين لي بالخبرة أنها وسائل بدائية عاجزة.
إن الطريقة التي توصلت لها أنا هيهات لألف شخص مثل فتحي أن يفكر فيها. أما صبحي فأمره ميسور. فرجت يا عبد الشكور من أوسع الأبواب.
الفصل الثامن
مرت أيام قلائل على مباشرة عبد الشكور لعمله الجديد حين فتح الساعي الباب وقال: سعادة أبو العلا بك عفيفي.
وفتح الساعي الباب للقادم دون أن ينتظر أمر عبد الشكور.
وبهت عبد الشكور كما بهت البك القادم. وفي لعثمة قال عبد الشكور: أهلا، مرحبا.
لم يكن قد أعد نفسه لهذا الموقف مطلقا؛ ولهذا لم يكن عجيبا أن تركبه الحيرة. ولم يمهله القادم، بل قال وهو يجلس دون دعوة من عبد الشكور: أين فتحي بك؟ - ترك العمل في البنك. - لماذا؟ - وجد مرتبا أحسن في بنك آخر. - إذن أحب أن أتشرف بسعادتك فسيكون بيننا عمل كثير. - الحمد لله، لم يعرف شكلي.
وبعد هدأة قال: عبد الشكور. - عبد الشكور ماذا؟ - آه يكاد المحظور أن يقع. ولكنه لم يستطع أن يفر منه، واضطر أن يجمع حروف الكلمة في صعوبة بالغة وهو على يقين أنه إذا أخفى اسمه الكامل فسوف يعرفه أبو العلا من غيره. لم يجد بدا من أن يقوله وليكن بعد ذلك ما يكون. - عبد الشكور حيدر.
صفحه نامشخص