ادبیات زبان عربی
أدبيات اللغة العربية
ژانرها
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
حتى صار الرجل من بني نمير إذا قيل له: ممن الرجل؟ قال: من بني عامر.
وروى الجاحظ أيضا عن أبي عبيدة قال: كان الرجل من بني أنف الناقة إذا قيل له: ممن الرجل؟ قال: من بني قريع، فما هو إلا أن قال الحطيئة:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟
حتى صار الرجل منهم إذا قيل له: ممن الرجل؟ قال: من بني أنف الناقة.
العلوم والمعارف
جاء القرآن المجيد بحكمه السامية، وأحكامه العادلة، كافلا لمن عمل به سعادة الدنيا والآخرة، فوجد فيه المسلمون غنيتهم، وجعلوه - هو والسنة النبوية - عمدتهم ومرجعهم مدة الخلفاء الراشدين والدولة الأموية.
وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - يفهمون دقائق الكتاب، ويدركون حكمه وأسراره، ويعرفون أحكامه من غير احتياج إلى تعلم العلوم اللسانية كالنحو والصرف وعلوم البلاغة ومتن اللغة؛ لأن الكتاب كان متنزلا بلغتهم التي هم بها يتخاطبون، وكانوا على علم تام بالحوادث التي نزل فيها القرآن وبأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ وأنواع النسخ، والمحكم والمتشابه والمجمل والمفصل ... إلى آخر علومه التي أفردها الأئمة بالتأليف. وغاية الاشتغال بهذه العلوم اللسانية إنما هو الوصول إلى معرفة اللغة كما كانت تعرفها العرب، ولم يكن لديهم من بقايا قدمائهم في العلوم الدنيوية إلا البعض كالطب الذي ورثوه عن أسلافهم.
ولا يذهبن بك الوهم إلى أن الدين الإسلامي يصد عن الاشتغال بالعلوم والفنون الدنيوية، إذ الكتاب العزيز جاء حاثا على النظر في ملكوت السموات والأرض، منبها إلى الانتفاع بكل ما يمكن الانتفاع به من هذه الخليقة بصريح العبارة في الآيات العديدة، غير أن المسلمين في أول ظهور الإسلام كان يمنعهم عن الاشتغال بهذه العلوم انصرافهم إلى القيام بدعوته وتصديهم لتهذيب جميع العالم وترقيته وتخليص من حولهم من الأمم من شوائب الأوهام والرذائل، فكانوا خصماء للعالم كله. فلما تضمخ الخافقان بطيب عبيره، وارتوى الأفقان من عذيب نميره، واستقرت من الدين دعوته، وعلت كلمته، ونفذت شوكته؛ وجهت العناية إلى تلك العلوم الدنيوية في أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية، وقد ظهرت آثار العلوم العقلية في أوائل القرن الثاني، وترجمت جملة من الكتب العلمية والصناعية.
صفحه نامشخص