80

نجيب له وعليه السلاح فتنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا ينتظرونه جميعا فلما انتهى اليهم سلم على الحر وترك الحسين فإذا هو مالك بن النسر البدى من كندة فدفع إلى الحر كتابا من عبيدالله ، فاذا فيه ، اما بعد فجعجع بالحسين (ع) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك أمري والسلام. فلما قرأ الكتاب جاء به الى الحسين (ع) ومعه الرسول ، فقال هذا كتاب الأمير يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتني فيه كتابه ، وهذا رسوله قد أمره ان لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره ، وأخذكم بالنزول في ذلك المكان ، فقال له دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه أو هذه يعنى نينوى والغاضرية وشفية فقال والله لا استطيع ذلك هذا الرجل بعث علي عينا ، فنزلوا هناك ( قال ) ابو مخنف لما اجتمعت الجيوش بكربلاء لقتال الحسين جعل عمر بن سعد على ربع المدينة عبدالله بن زهير بن سليم الازدي ، وعلى ربع مذحج واسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث ، وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد ، وعلى الميمنة عمرو ابن الحجاج ، وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن ، وعلى الخيل عزرة ابن قيس وعلى الرجالة شبث بن ربعي ، واعطى الراية مولاه دريدا فشهد هؤلاء كلهم قتال الحسين ، إلا الحر فانه عدل اليه وقتل معه ( قال ) ابو مخنف : ثم ان الحر لما زحف عمر بن سعد بالجيوش ، قال له اصلحك الله امقاتل أنت هذا الرجل ، فقال اي والله قتالا ايسره أن تسقط الرؤوس ، وتقطع الايدي ، قال افمالك في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضا ، فقال اما والله لو كان الأمر إلي لفعلت. ولكن اميرك قد ابى ، فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفا ومعه قرة بين قيس الرياحي فقال يا قرة هل سقيت فرسك اليوم

صفحه ۸۶