الدِّفَاعُ عَنِ الْإِخْوَانِ مِنْ آدَابِ الصُّحْبَةِ وَمِنْ آدَابِهَا: الْقِيَامُ بِأَعْذَارِ الْإِخْوَانِ وَالْأَصْحَابِ وَالذَّبُّ عَنْهُمْ، وَالِانْتِصَارُ لَهُمْ
٨٥ - سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْقَزْوِينِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَالِكِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِلْجُنَيْدِ: مَا بَالُ أَصْحَابِكَ يَأْكُلُونَ كَثِيرًا؟ قَالَ: " لِأَنَّهُمْ لَا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَيَكُونُ جُوعُهُمْ أَكْثَرَ. وَقِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ بِهِمْ قُوَّةُ شَهْوَةٍ؟، قَالَ: لِأَنَّهُمْ لَا يَزْنُونَ، وَلَا يَدْخُلُونَ تَحْتَ مَحْظُورٍ. فَقِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ لَا يَطْرِبُونَ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ؟، قَالَ: مَا فِي الْقُرْآنِ مَا يُوجِبُ الطَّرَبَ، وَكَلَامُ الْحَقِّ نَزَلَ بِأَمْرٍ وَنَهْي، وَوَعْدٍ وَوَعِيدٍ، فَهُوَ يَقْهَرُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ لَا يَطْرِبُونَ عِنْدَ الْقَصَائِدِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ. قِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ لَا يَطْرِبُونَ عِنْدَ الرُّبَاعِيَّاتِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَلَامُ الْعُشَّاقِ وَالْمَجَانِينِ. قِيلَ: فَمَا بَالُهُمْ مَحْرُومِينَ مِنَ النَّاسِ؟ ⦗٧٦⦘ قَالَ: أَنَا لَا أَقُولُ فِي هَذَا شَيْئًا، وَلَكِنْ قَالَ أُسْتَاذُنَا مُحَمَّدٌ الْقَصَّابُ حِينَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لِثَلَاثِ خِلَالٍ، إِحْدَاهَا: أَنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى مَا لِهَؤُلَاءِ لِهَؤُلَاءِ، وَالثَّانِيَةُ: لَا يَرْضَى أَنْ يَجْعَلَ حَسَنَاتِهِمْ فِي صَحَائِفِ هَؤُلَاءِ، وَالثَّالِثَةُ: إِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَنُوبُونَ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، فَمَنَعَهُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ، وَأَفْرَدَهُمْ لَهُ " وَمِنْ آدَابِهَا: احْتِمَالُ الْأَذَى، وَقِلَّةُ الْغَضَبِ، وَبَسْطُ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَطِيبُ الْكَلَامِ وَذَلِكَ: ٨٦ - لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: عِظْنِي وَأَوْجَزْ، فَقَالَ: «لَا تَغْضَبْ» ٨٧ - قَوْلِهِ ﵇: «مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ طِيبُ الْكَلَامِ»
٨٥ - سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْقَزْوِينِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَالِكِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِلْجُنَيْدِ: مَا بَالُ أَصْحَابِكَ يَأْكُلُونَ كَثِيرًا؟ قَالَ: " لِأَنَّهُمْ لَا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَيَكُونُ جُوعُهُمْ أَكْثَرَ. وَقِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ بِهِمْ قُوَّةُ شَهْوَةٍ؟، قَالَ: لِأَنَّهُمْ لَا يَزْنُونَ، وَلَا يَدْخُلُونَ تَحْتَ مَحْظُورٍ. فَقِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ لَا يَطْرِبُونَ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ؟، قَالَ: مَا فِي الْقُرْآنِ مَا يُوجِبُ الطَّرَبَ، وَكَلَامُ الْحَقِّ نَزَلَ بِأَمْرٍ وَنَهْي، وَوَعْدٍ وَوَعِيدٍ، فَهُوَ يَقْهَرُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ لَا يَطْرِبُونَ عِنْدَ الْقَصَائِدِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ. قِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُهُمْ لَا يَطْرِبُونَ عِنْدَ الرُّبَاعِيَّاتِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَلَامُ الْعُشَّاقِ وَالْمَجَانِينِ. قِيلَ: فَمَا بَالُهُمْ مَحْرُومِينَ مِنَ النَّاسِ؟ ⦗٧٦⦘ قَالَ: أَنَا لَا أَقُولُ فِي هَذَا شَيْئًا، وَلَكِنْ قَالَ أُسْتَاذُنَا مُحَمَّدٌ الْقَصَّابُ حِينَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لِثَلَاثِ خِلَالٍ، إِحْدَاهَا: أَنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى مَا لِهَؤُلَاءِ لِهَؤُلَاءِ، وَالثَّانِيَةُ: لَا يَرْضَى أَنْ يَجْعَلَ حَسَنَاتِهِمْ فِي صَحَائِفِ هَؤُلَاءِ، وَالثَّالِثَةُ: إِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَنُوبُونَ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، فَمَنَعَهُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ، وَأَفْرَدَهُمْ لَهُ " وَمِنْ آدَابِهَا: احْتِمَالُ الْأَذَى، وَقِلَّةُ الْغَضَبِ، وَبَسْطُ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَطِيبُ الْكَلَامِ وَذَلِكَ: ٨٦ - لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: عِظْنِي وَأَوْجَزْ، فَقَالَ: «لَا تَغْضَبْ» ٨٧ - قَوْلِهِ ﵇: «مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ طِيبُ الْكَلَامِ»
1 / 75