وقال آخر: لا ينبغي للعاقل أن يسكن بلدا فيه خمسة أشياء: سلطان حازم، وقاض عادل، وطبيب عالم، ونهر جار، وسوق قائم.
وقال آخر: من علامات العاقل خمس خصال: لا يتكلف ما لا يطيق، ولا يسعى لما لا يدرك، ولا ينظر فيما لا يعنيه، ولا ينفق إلا بقدر ما يكسب، ولا يطلب من الجزاء إلا بمقدار ما عنده من العناء.
وقال الأحنف: جهد البلاء خمسة: خادم بطيء، وحطب رطب يوقد منه، وبيت يكف، وخوان ينتظر، وجلواز على الباب يدق.
وقال آخر: لا يتم جمع المال إلا بخمس خصال: التعب في كسبه، والشغل عن الآخرة في إصلاحه؛ والخوف من سلبه؛ واحتمال اسم البخل دون مفارقته، ومقاطعة الإخوان بسببه.
فصل ستة
قال رسول الله ﷺ: "اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: أصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أذاكم".
وقال ﵊: "قلما يخلو الأحمق من ست خصال: الغضب من غير شيء، والثقة بكل أحد، والكلام في غير موضعه، والعطاء في غير حق، وقلة المعرفة بصديقه من عدوه، وإفشاء السر".
وقال ﵊: "ستة لا تفارقهم الكآبة: الحقود، والحسود، وفقير قريب العهد بالغنى، وغني يخشى الفقر. وطالب رتبة يقصر عنها قدره، وجليس أهل الأدب وليس منهم".
وقال أمير المؤمنين علي ﵁ لا خير في صحبة من اجتمع فيه ست خصال إن حدثك كذبك، وإن حدثته كذبك، وإن ائتمنته خانك، وإن ائتمنك اتهمك، وإن أنعمت عليه كفرك، وإن أنعم عليك من بنعمته.
وقال بعض الحكماء: ستة تقبح، وهي في ستة أقبح: البخل في الأغنياء، والفحش في النساء، والصبوة في الشيوخ، والزمانة في الأطباء، والغضب في العلماء، والكذب في القضاة.
وفي كتاب كليلة ودمنة: ستة لا ثبات لها: ظل الغمام، وخلة الأشرار، والمال الحرام، وعشق النساء، والسلطان الجائر، والثناء الكاذب.
وقال بعض الحكماء عمارة الدنيا منوطة بستة أشياء
أولها: التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها، التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها.
وثانيها: الحنو على الأولاد، الذي لو زال من الحيوان، لزال سبب التربية، وكان في ذلك الهلاك.
وثالثهما: انبساط الأمل الذي به يتعاظم الحرص على المعايش والمهن والعمارة والعمل.
ورابعها: عدم العلم بمبلغ الأجل الذي يصح به انبساط الأمل.
وخامسها: اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر، وحاجة بعضهم إلى بعض؛ فإنهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة، وهذا من نظام الحكمة.
وسادسها: وجود السلطان الذي لولا هيبته وكفه العتاة بسطوته، لأهلك الناس بعضهم بعضا.
وقال آخر: لا خير في ستة إلا مع ستة: لا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المنظر إلا مع المخبر، ولا في المال إلا مع الإنفاق، ولا في الصدقة إلا مع النية، ولا في الصحبة إلا مع الإنصاف، ولا في الحياة إلا مع الصحة.
وقال آخر: ينبغي للملك أن يكون له ستة أشياء: وزير يثق به ويفضي إليه بسره، وحصن يلجأ إليه إذا فزع، وسيف إذا نازل الأقران لم يخف نبوته، وذخيرة خفيفة الحمل إذا نابته نائبة حملها معه، وامرأة حسناء إذا دخل إليها أذهبت همه، وطباخ حاذق إذا لم يشته الطعام صنع له ما يشتهيه.
وقال آخر: ست خصال لا يطيقها إلا من كانت نفسه شريفة: الثبات عند حدوث النعمة الجسيمة، والصبر عند نزول المصيبة العظيمة، وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة، وكتمان السر، والصبر على الجوع، واحتمال الجار.
وقال آخر: ستة أشياء تنقص الحزن: استماع كلام الحكماء، ومحادثة الأصدقاء، والمشي في الخضرة، والجلوس على الماء الجاري، ومر الأيام، والتأسي بذوي المصائب.
وقال آخر: السخي من كانت فيه ست خلال: وهو أن يكون مسرورا ببذل ماله، متبرعا بعطائه، لا يتبعه منا ولا أذى، ولا يطلب عليه عوضا من دنيا، يرى أنه بما يفعله مؤديا فرضا ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاض له حقا.
وقال آخر: أصعب ما على الإنسان ستة أشياء: أن يعرف نفسه، ويعرف عيبه، ويكتم سره، ويهجر هواه، ويخالف شهوته، ويمسك عن القول فيما لا يعنيه.
1 / 15