============================================================
كتاب أدب لللوك في بيان حقائق التصوف السماع، وسماع بخالص علم السماع.
ثم لكل سماع من ذلك مواريث ووجود يعرفها الأكياس من الصوفية، وقد أمسكت عن شرح ذلك لاطالة الكتاب، فأما وقوع السماع في حضور أسبابه ووجود حرقاته في أصل ما تقدم وصفه فثلاث : سماع قلبي وسماع روحي وسماع نفسي، فأما السماع القلبي فيدعو إلى التلف بصفاء الوجد، وأما السماع الروحي فيدعو إلى الجهد بصفاء العلم، وآما السماع النفسي فيدعو إلى الهوى بمراد النفس.
فالخالص من السماع ما يدعو إلى التلف والفناء عن حظ الدارين لتجريد الإشارة إلى التوحيد، وذلك لأهل التجريد الذين اتصلت همومهم بالغيب، فمن الغيب سماعهم ومن الغيب شربهم، والثاني من السماع ما هو للروح يدعو إلى معدن الأرواح إلى الملكوت، ويدعو من الجهل إلى العلم ومن الغفلة إلى الذكر، وذلك لأهل التوحيد الذين وذلك لأهل التخليط الذين هاجت نفوسهم، فالطيية قصدهم ومن الدنيا شربهم.
والسماع مخصوص بأهل الحقائق من الصوفية بشرائطه وحقائقه تقدمت أم تأخرت، فالمقدم شرطه وطلبه بالاخلاص بصفاء همه ونقاء سره وشرح قلبه هو الذي (72) تفا عن ظاهره علائق الدنيا، ففرقها بجمع همه حتى فني عن عوائق ما تحويه الجوارح، ثم أخرج محبة الزائد عن ظاهره من القلب ففني عن رؤية ما فرقه وزهد فيه، ثم في حالة الفناء الثالثة فني عن رؤته لتركه فجرد همه لمصادفة وارد الغيب، فحينئذ قدم شرط السماع، وهذه حالة المريد القاصد، ثم المتأخر شرطه ، فالذي جرده الحق عن الأغيار، وافرد همه من الأذكار، وغربه في حاضر الدار، فأفناه عن حظه، ثم أفناه عن رؤية فنائه لحظه، ثم غيبه عن الشواهد الرسميات، فأوجده في خالص ما له فيه، فقام بالسماع داعيا إليه بتفاوت الأحكام الحارية من الحق عليه، وصار مقصود الحق ومراده.
ثم الذي لم يغيره وجده ولم يحركه سماعه بالطاعات ولم يزجره عن حظوظ النفوس في الدار، فالسماع عليه لا له، لأنه زائد له في هواه وعطبه، وأول شرط السماع بغض 24 الدنيا.
4) السماع: سماع ض5) السماع: سماع ض2) السماع: سماع ض8) اتصلت : اتصل ص 16) تحويه: تحويها ض 18) الفناء: فناء ص 21) بالسماع: السماع ض.
ن ..
صفحه ۶۷