============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف والصوفية تدعي في السخاوة موافقة الحق في الجود وبغض الدنيا ، فإن الله جواد يحب الجود ، وخلق الله الدنيا فقللها، فكيف يقوم العارفين بها وببذلها عوضا ولا تزن الدنيا من 3 أولها إلى آخرها عند الله جناح بعوضة.
فالسخاوة خلق شريف سني، وهو أول مقام الصوفية، وحكي عن يوسف بن الحسين أنه قال: التصوف ينزع عن أصحاب الحديث البخل، والحديث ينزع عن الصوفي 6 الجهل، فبذل الصوفية المال للعامة، البر والفاجر ، بلا تمييز حقيقة السخاوة في الظاهر، وبذل الصوفية النفوس للخاصة بلا تمييز حقيقة السخاوة في الباطن، وبذل الصوفية الأرواح للحق عز وجل بلا تمييز حقيقة السخاوة في السر، وكل ذلك يتحقق بالمحاسبة (54) فيها ومراقبة الحق في تصرفها، فبذل المال بالعلم ، وبذل النفوس بالوجد، وبذل الأرواح بالمشاهدة، وأظهر الله عز وجل السخاوة الكاملة من الفقراء الموسومين بالتصوف الذين عرفوا حقائق الأمور وكانوا أجود الناس وأسخاهم بعد النبيين صلوات الله عليهم، 12 جعلنا الله عز وجل من خالص أوليائه الذين بذلوا الكل للحق فقام الحق لهم عنهم، إنه ولي قدير.
(15 باب موافقة الصوفية ومؤالفتهم وأما مؤالفة الصوفية بعضهم لبعض ومحبتهم وموافقتهم ، فذلك تقديم مراد الله عز وجل فيهم ، فإنه ألف بين قلوب أوليائه في الأصل قال الله عز وجل: تو أنفقت مأ 18 في الأرض جييعا ما ألفت بين قلويهم ولكن الله ألف ينهم) ، فمن الألفة تكون المحجبة و ومن المحبة تكون الموافقة ، ثم الألفة غير مكتسبة لأن الله عز وجل نفى عنها الاكتساب وتولاها وهو الولي في كل الأحوال خاصها وعامها ، والمحبة مكتسبة لقوله : تهادوا 21 تحابوا! فالمحبة مكتسبة بالهدية، وقد قال لل : جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ويغض من أساء إليها، فبالإحسان تكتسب المحبة ومن المحبة تكون الموافقة، وحقيقة 17)- 18) القرآن الكريم 13/8 .
20)- 21) المعجم المفهرس 24/7.
. . س...
صفحه ۴۸