============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف البريات، وقد قال إبراهيم الخواص رحمة الله عليه وكان سيد المتوكلين: كان بدء خوضي في التوكل أيي كنت أسير في الصحارى والقفار فخرجت يوما إلى بعض الصحارى 3 فبقيت فيه ثلاثة أيام ولياليها، فلما كان صبيحة اليوم الرابع، وجدت ضعفا وعارضتني البشرية حتى كأي شككت في أمر الرزق، فإذا أنا بأريع حيات عظام قد أقبلت حتى حضرت قدامي، (41) قال، فأنست بها بما أقبلت ، قال : فهمهمت وصفرت فما 6 سمعت نغمة أحسن من صفيرها ، قال : فخنقتني العبرة، فبينا أنا أبكي إذ نطقت واحدة منها بلسان ذلق طلق فصيح فقالت : يا أبا إسحق هل شككت في خالقك؟ قال ، فقلت : لا! قالت : فلم شككت في رازقك؟ فقلت : ومن أين قلت ووقفت على 9 خاطري؟ فقالت : أوقفني عليها الذي هو في جميع الأوقات حاضري! ثم قالت: تحن من بلدان شتى قد جمعنا على عزم التوكل، قال : فأردت أن أستفتحها في الكلام ، فقلت : لابد وإن توكلت من طعام وإن كان ذلك أحيانا؟ قال : فأجابتني وقالت : لا 12 تحكم على السرائر فإن الله عز وجل ضامن بأن يشبعهم بذكره، وأرواهم حتى لا بذكرون شيئا من معاش الخلق ولا يخطر بقلوبهم إلآ في أوقات الفتور والعقوبات، فقلت : سبحان الله حية تنطق بما أسمع! وجاءتني الغيرة وذلك في سري، قال: 15 فقالت : لا تنس أدبك يا أبا إسحق ! ألم أنهك أن تحكم على السرائر وأن تزدري بخلقه، إن الذي خلق أباك من التراب أنطقي وأنا مؤدية عنه، ومنه وبه تحرك سري! وأعجب من ذلك يا إبراهيم آنا كتا بواد من الأودية بيننا وبينك مسيرة شهر 18 فاحضرنا الله عز وجل بحضورك هذه البقعة ! قال : فتعجيت وزادني عجبا، فقلت : وما لي أراك تتكلمين من بين أولئك وهن صمات؟ قال ، فقالت : يا أبا إسحق إن لله عز وجل سفراء بينه وبين خلقه، ولهم آخلاء ووزراء وتلامذة، وهؤلاء قد ألفن بكلامي 21 وسلمن إلي جوارحهن ورضين بي سفيرا بينهن وبين حبيبهن، وإنك ستبلغ أعلى منازل الصدق، وأنت علم التوكل، وإنك وأصحابك على الحق ما سكت المريدون واستعملوا (42) الأدب مع السفراء، فإذا أفرط السفير وترك الاقتضاء للحق من سره وجاء في
24 طريق الحق وأراد بالمريدين الرياسة والتباري والمباهاة غوتب، وكان أول عقويته صولة 3) اليوم: يوم ص عارضتني: عارضني ص 16) مؤدية: مؤدي ص [ تحرك: نحركت ص 17) بواد: بوادي ص 19) تتكلمين: تتكلم ص ومن: وهي ص 21) جوارحهن : جوارحهم ص ارضين: رضوا ص [ابينهن : بينهم ص (احبين : حبيهم ص 24) بالمريدين: المريدين ص: ..:
صفحه ۳۸