وبالوراثة تتسلط الدول الاستعمارية على الأفريقيين والآسيويين وتستعبدهم، وتخطف منهم البترول والكوتشوك والقصدير والنحاس، أليست هذه الدول أرقى من هؤلاء الأفريقيين والآسيويين الذين ولدوا بكفاءات وراثية منحطة لا تؤهلهم لأن يملكوا بلادهم؟!
المحافظ في السياسة استعماري، يقول بتنازع البقاء، وبتسلط البيض على السود والسمر والحمر، وهو لا يثق بالخير في الطبيعة البشرية، ولذلك هو لا يؤمن أيضا بحقوق الدهماء من الشعب أو بحقوق المرأة، ولا يسلم بأن إصلاح المجتمع يتيح للطبيعة البشرية أن ترتقي حتى إذا كانت في الأصل متوحشة.
هو متشائم بالمستقبل، شعاره «الدنيا جيفة والناس حولها كلاب».
وإذن يجب على هذه الكلاب أن يقاتل بعضها بعضا.
المحافظون يدعون إلى الحرب. •••
أما المتفائلون فطراز آخر، فإنهم يدعون إلى التعاون، أي الاشتراكية، وليست التقاليد عندهم، وليست الوراثة البيولوجية نفسها، سوى كلمات يراد بها تجميد الشعب ومقاومة الحركات الارتقائية.
وهذا التجميد هو في النهاية إعاقة الإصلاح والإنهاض للطبقات العاملة حتى تبقى في شقائها وفقرها، بينا تبقى الطبقات العليا في ثرائها وامتيازها التقليديين.
المتفائل يؤمن بالوسط، وأنه أكبر أثرا في الارتقاء الشخصي من الوراثة، وهو لذلك يدعو إلى التعليم والتصنيع ونشر العلم ومساواة المرأة بالرجل وإلغاء الاستعمار والاستغلال، أي يدعو إلى الاشتراكية.
وكلمة «المساواة» الاجتماعية الاقتصادية تكاد تفقد معناها إذا سلمنا بالوراثة كأنها كل شيء؛ لأن حتمية الوراثة تعني في النهاية الإيمان بالقدر الذي لا يمكن إنسانا أن يغيره.
إننا لن نغير موروثنا المقدر لنا، هذا هو إيمان المتشائمين.
صفحه نامشخص