آداب الحسن البصري لابن الجوزي
آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
ژانرها
أيها الناس! إن أحدكم يحذره صاحبه أمرا، فيتقيه ويحذره، فكيف من حذره ربه نفسه، وخوفه عقوبته؟ يقول الله سبحانه: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
وكان يقول: ألا تعجبون من رجل يلهو ويغفل، ويهزأ ويلعب، وهو يمشي بين الجنة والنار، لا يدري إلى أيهما يصير؟
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى كره لكم العبث في الصلاة، والرفث في الصيام، والضحك في المقابر)).
وكان يقول: سبحان من أذاق قلوب العارفين من حلاوة الانقطاع إليه، ولذة الخدمة له ما علق هممهم بذكره، وشغل قلوبهم عن غيره، فلا شيء ألذ عندهم من مناجاته، ولا أقر لأعينهم من خدمته، ولا أخف على ألسنتهم من ذكره، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
وكان يقول: روي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يوري النار، ويدني منها يده ويقول: انظر يابن الخطاب كيف صبرك على النار؟ وكيف لك قدرة على سخط الجبار؟ ثم يستعيذ بالله من النار، ومن عمل أهل النار.
ثم يقول الحسن: إذا كان هذا خوف عمر -رضي الله عنه-، وهو ممن شهد له بالجنة، فكيف أيها الناس تلبسون؟
وكان يقول: ابن آدم! إنما أنت ضيف، والضيف مرتحل، ومستعار، والعارية لله، لله در أقوام نظروا بعين الحقيقة، وقدموا إلى دار المستقر.
صفحه ۱۲۵