فقال: دعيني، فوالله لا بد من ذلك، ومد يده وأخذ الطفل مني، ورمى به في البحر، فرفعت طرفي إلى السماء، وقلت: يا من يحول بين المرء وقلبه، حل بيني وبين هذا الأسود بحولك وقوتك، إنك على كل شيء قدير، وإذا بدابة من دواب البحر قد فتحت فاها والتقمت الأسود وغابت به في البحر، وبقيت الأمواج ترميني يمينا وشمالا، فرمتني إلى جزيرة من جزائر العرب، فقصصت لهم قصتي وما جرى لي، فتعجبوا من ذلك، وأطرقوا رؤوسهم، وقالوا: لقد أخبرتنا بأمر عجيب، ونحن نخبرك بأمر تعجبين منه، وذلك أنا كنا مسافرين في البحر؛ إذ اعترضتنا دابة، ووقفت أمامنا، وإذا الطفل على ظهرها، ومناد ينادي: خذوا هذا الطفل من على ظهري، وإلا أهلكتكم، فنزل واحد منا على ظهرها وأخذه، وغاصت الدابة في البحر، وقد عاهدنا الله تعالى ألا يرانا على معصية أبدا، وأعطوني الطفل، وهذا بعض عجائب صنع الله تعالى.
وعن ابن عمر: أنه كان يدعو على الصفا والمروة، وفي منى، فيقول في دعائه: اللهم اجعلني ممن يحبك، ويحب ملائكتك، ويحب رسلك، ويحب عبادك الصالحين، اللهم حببني إليك، وإلى ملائكتك، وإلى رسلك، وإلى عبادك الصالحين، في دعاء كثير.
وعن سلام بن مسكين، قال: سمعت الحسن يقول: املأ قلوبنا إيمانا بك، ويقينا بك، ومعرفة بك، ومعرفة لك، وتصديقا بك، وحياء لك، وشوقا إلى لقائك.
صفحه ۷۳