ادب عرب
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
ژانرها
أما الشعراء الهجاءون في الجاهلية فليسوا بكثيرين. نذكر منهم أوس بن حجر، وزهيرا، والحطيئة الشاعر المخضرم الذي اشتهر بالهجاء في هذا العصر.
الحطيئة
حياته:
هو أبو مليكة جرول، الحطيئة العبسي، ولد مغموز النسب في بيت رجل عبسي، ولكن نسبه لعبس لم يثبت صريحا، وهذا ما دعاه إلى هجو أمه وأبيه، وهذا أيضا سهل له الانتماء إلى قبيلة إذا غضب من أخرى.
كان العرب يحرصون على النسب ويفخرون به، فجاء الحطيئة لا نسب له فغضب على الإنسانية جمعاء، ولم يسلم من هجوه أحد - كما يقولون - حتى نفسه.
شخصيته:
كان قبيح المنظر، رث الهيئة، مغموز النسب، فاسد الدين، بخيلا، قليل الخير، كثير الشر، دنيء النفس جشعا، يلحف في السؤال، يتهدد الناس بهجوه ليبتز أموالهم ويستدر عطاياهم، شبهه إذا شئت ببعض الصحف التي تنال من كرامة الناس طمعا بأموالهم.
كان الحطيئة إذا قدم بلدا تنادى أهلها لجمع الأعطيات له ليشتروا بها كرامتهم وأعراضهم. وما زال هذا شأنه حتى هجا الزبرقان بن بدر صاحب الرسول وعامل عمر بن الخطاب على الصدقات، فسجنه عمر وأخرجه من السجن بعد أن استعطفه. هدده عمر أن يقطع لسانه إن هجا أحدا، ويقولون إن عمر اشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، ولكن الحطيئة نكث عهده بعد موت عمر، وظل يهجو حتى مات في عهد معاوية سنة 53.
وصيته:
لا إخال وصية الحطيئة المشهورة إلا منتحلة، وأهم ما جاء فيها: جعل عبيده عبيد قن، وأكل أموال اليتامى، وإيصاء الفقراء بالسؤال والإلحاف ... إلخ.
صفحه نامشخص