ادب عرب
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
ژانرها
إن في النثر شعرا، وفي الشعر نثرا.
فهوميروس وشعراء إسرائيل وأصحاب المعلقات وخطباء العرب لم يكونوا شعراء ولا ناثرين في خطبهم وقصائدهم، بل كان همهم أن يؤثروا في سامعيهم، ولا فرق عندهم بين النثر والشعر.
ولم يكن العرب يفرقون بين النثر والشعر؛ ولذلك اعتقد فريق منهم زمنا أن القرآن الكريم شعر، أو طريقة من الإنشاد الذي كانوا يسمعونه في منتدياتهم ويسمونه شعرا، وأخذوا يحفظونه وينشدونه بدليل قوله - تعالى:
وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين .
وظلوا أيضا بعد هذه الآية الكريمة يخلطون بين أبيات الحكم والأمثال الجاهلية والآيات القرآنية حتى عصر الأمويين، ولم يكن هذا عند الأعراب، بل تعداهم إلى الخطباء إذ ذاك، كما ذكر ابن عساكر والأغاني: أنهم كانوا يوردون الأبيات الحكمية والأمثال على المنابر في الجوامع ظانين أنها آيات منزلة.
وكذلك كان العرب لا يميزون بين سجع الكهان والعرافين والرجز - الذي صار بحرا - بل كثيرا ما استعملوا الكلمتين على الترادف، كما تدلنا خطب قس وغيره، فهي تبدأ بالسجع المنظم القريب الفواصل التي تتسع بعدئذ رويدا رويدا.
ومثلها خطبة أكثم بن صيفي، ففيها بعض أسطر ذات رنة موسيقية أتت عفوا.
وكذلك بعض الأمثال، فإن بعضها شعري اللهجة وبعضها موزون، وفي القرآن بعض آيات موزونة .
أما النثر الفني فلم يكن موجودا مستقلا عن الشعر، بل كان نوعا منه «للإنشاد». (3-5) الخطابة
كان للعرب خطباء، دعت إليهم الحال الاجتماعية والسياسية، وكان لهم خطباء مشهورون نعرف أسماءهم وشيئا لا يذكر من أقوالهم.
صفحه نامشخص