موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
ژانرها
وذكر في هذه الجملة صنفا خاصا من السحر، وهو ما يتجه فيه الساحر إلى الزوجين، ويكون من أثره إزالة الألفة بينهما، وإحداث بغضاء تصير بهما # إلى أن يتفرقا. وتخصيص هذا الصنف من السحر بالذكر من قبيل التنبيه على صورة تظهر فيها مفسدة السحر بأشد ما يكون.
{وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}:
نسب في الجملة السابقة إلى السحر الضرر إذ قال: {ما يضرهم}، ودفع بهذه الجملة توهم أن يكون السحر مضرا بذاته؛ بحيث لا يتخلف عنه الضرر متى تعاطاه الساحر، وبين أن الضرر من السحر إنما يحصل بإذنه تعالى. والضمير (هم) عائد على السحرة الذين علمهم الشياطين السحر. و (ضارين) من الضرر، وهو ما يحصل به ألم في الجسم أو النفس. وإذن الله في هذه الآية: تخليته بين المسحور وضرر السحر؛ أي: إن شاء الله، حصل الضرر، وإن شاء، منعه، فلا يلحق المسحور منه أذى، وهذا ظاهر في أن لما كانوا يتعلمونه من السحر ضررا، إلا أن يشاء الله وقاية المسحور منه.
{ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}:
الضمير في قوله: {علموا} عائد على أولئك اليهود الذين نبذوا كتاب الله، واستبدلوا به السحر. والخلاق: النصيب، والمعنى: ولقد علم أولئك النابذون لكتاب الله، المؤثرون عليه اتباع السحر: أن من استبدل السحر بكتاب الله، ليس له حظ من الجنة؛ إذ لم يكن له إيمان ولا عمل صالح يجازى به، ويثاب عليه.
{ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}:
{شروا} باعوا، وبيع الأنفس يعني به بيع حظوظها من نعيم الجنة.
صفحه ۱۸۸