170

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ویرایشگر

علي الرضا الحسيني

ناشر

دار النوادر

ویراست

الأولى

سال انتشار

۱۴۳۱ ه.ق

محل انتشار

سوريا

ژانرها

لأن أشد قسوة أوضح دلالة على فرط القسوة من قولك: أقسى.
﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَار﴾:
هذا بيان لفضل الحجارة على قلوبهم القاسية. والتفجر: التفتح بالسعة والكثرة. والأنهار: جمع نهر، وهو مجرى الماء. وتحمل الأنهار على معنى الماء الجاري، والعرب يطلقون اسم المحل؛ كالنهر على الحالِّ فيه؛ كالماء. والقرينة على هذا الإطلاق قائمة؛ لأن التفجر إنما يكون للماء، والمعنى: أن من الحجارة ما فيه خروق واسعة يتدفق منها الماء الغزير. وهذا إشارة إلى العين الجارية.
﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ﴾:
التشقق: التصدع بطول أو عرض. والمعنى: أن من الحجارة ما يتشقق إشفاقًا، فينبع منه الماء. وهذا إشارة إلى العين النابعة.
﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾:
الهبوط: التردّي؛ أي: النزول من أعلى إلى أسفل. والخشية: الخوف.
والمراد: ما يلزم الخشية؛ من الطواعية والانقياد؛ لأن من خشي الله، أطاعه، وانقاد لما يريده منه. ووجهُ فضل الحجارة على قلوب أولئك: أنها أنفع من تلك القلوب القاسية، فتتفجر منها الأنهار، وتتشقق فيخرج منها الماء، وأنها لا تمتنع عما يريد الله منها؛ بخلاف قلوب هؤلاء؛ فإنها لا تنقاد، ولا تفعل ما تؤمر به.
﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾:
هذا تهديد لهم بأن الله ليس بغافل عن أعمالهم، بل سيحصيها عليهم،

1 / 136