Achieving the Desired Outcome by Explaining the Three Fundamental Principles
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
ناشر
مكتبة الرشد
ژانرها
وهو دعوة غيره معه.
ــ
وقوله: "وهو دعوة غيره معه" هذا تعريف الشرك، وهو أن يجعل مع الله إلها آخر ملكًا أو رسولًا أو وليًا أو حجرًا أو بشرًا يعبده كما يعبد الله، وذلك بدعائه والاستعانة به والذبح له والنذر له وغير ذلك من أنواع العبادة. وهذا هو الشرك الأكبر. وهو أربعة أنواع:
١- شرك الدعاء: وهو أن يضرع إلى غير الله تعالى من نبي أو ملك أو ولي بقربة من القرب –صلاة أو استغاثة أو استعانة- أو يدعو ميتًا أو غائبًا أو نحو ذلك مما هو من اختصاص الله تعالى. والدليل قوله تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ ١.
٢- شرك النية والإرادة والقصد: بأن يأتي بأصل العبادة رياء أو لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها. والدليل قوله تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ ٢.
قال ابن القيم ﵀: "أما الشرك في الإرادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقل من ينجو منه، فمن أراد بعمله غير وجه الله، ونوى شيئًا غير التقرب إليه، وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيته وإرادته ... "٣.
_________
١ سورة العنكبوت، الآية: ٦٥.
٢ سورة هود، الآيتان: ١٥، ١٦.
٣ "الجواب الكافي": "ص١١٥".
1 / 48