وأما الذين يستعملون الرياضة فالأوفق فى الشتاء الاحضار والصراع وأما الصيف فلن يوافق هذه الأبدان فيه الاحضار وأما الصراع فينبغى أن يستعمل قليلا فأوفق الرياضة فيه 〈المشى〉 الكثير فى وقت من النهار بارد ومن أعيا من الاحضار فينبغى أن يصارع ومن أعيا من الصراع فينبغى أن يحضر فأن بدن المعيى اذا تحرك على هذا الطريق سخن وكان أحرى بأن يسكن ما به من الاعياء ومن أصابه من الناس اذا دعته الضرورة الى التعب ذرب وخرج طعامه غير منطحن ولا منهضم فأصلح التدبير له أن يترك من تعبه مقدار ثلثه على الأقل ومن طعامه مقدار نصفه فانه من البين أن المعده منه لا يمكنها أن تسخن أطعمة كثيرة حتى تستمرئها ولتكن الأطعمة التى يتناولها خبزا نضيجا مفتوفا فى شراب ويشربه قليلا ممزوجا مزاجا معتدلا ويتجنب المشى بعد الطعام ويجعل طعامه مرة واحدة فى اليوم ما دام الذرب فان المعدة انما يمكنها أن تسخن وتهضم ما يردها على هذه الصفة خاصة وانما يعرض هذا الصنف من الذرب للأبدان التى اللحم منها مستحصف وخاصة اذا اضطروا أن يتناولوا من الأغذية اللحوم التى طبيعتها هذه الطبيعة وذلك أن العروق اذا تكاثفت لم تقبل الغذاء الداخل فيها والأبدان التى حالها حادة تميل الى الجهتين جميعا وخصمها لا يدوم الا زمانا يسيرا وأما الأبدان المتخلخلة الكثيرة الشعر فاحتمالها لما تضطر اليه من تناول الأطعمة والتعب أكثر ومدة بقاء خصبها أطول واذا عرض لأحد أن يتجشأ طعم طعامه من غد اليوم الذى أكله فيه وعرضت له نفخة فيما دون الشراسيف فانما يكون ذلك اذا لم ينهضم طعامه فالأصلح له أن ينام مدة طويلة واذا كان من غد ذلك اليوم أتعب بدنه وجعل شرابه أكثر مما كان وأقرب الى الضروفة واستعمل من الأطعمة أقل مما كان يستعمله قبل ذلك فانه من البين أن المعده منه بسبب ضعفها ويردها لا يمكنها أن تهضم أطعمة كثيرة وأما من أصابه عطش شديد فالأصلح له أن يقلل من طعامه ومن تعبه ويشرب شرابه وهو شديد البرد جدا أكثر المزاج وأما من عرض له وجع فى أحشائه من رياضة أو مشى فالأصلح له أن يسكن ويستقر من غير أن يتناول شيئا من الأطعمة وأما الشراب فيشرب منه ما اذا ورد المقدار اليسير منه الى البدن أدر البول ادرارا كثيرا كيما لا تتمدد العروق التى فى الاحشاء منه اذا امتلات وذلك أن الأورام والحميات إنما تعرض عن هذا PageV01P03 5
[chapter 8]
ومن أصابه مرض بسبب دماغه عرض له أولا خدر فى رأسه وأصابه تقطير البول وسائر ما يعرض لمن به التقطير وجميع ذلك يثبت به الى اليوم التاسع فان جرى من أنفه وأذنه فى هذا اليوم ماء ورطوبة لزجة تخلص من مرضه وسكن ما به من تقطير البول وبال بولا كثيرا أبيض من غير أذى الى أن يجوز اليوم العشرين وذهب الوجع الذى يجده فى رأسه الا أنه يبقى اذا أحد البصر احتبس الضوء
صفحه ۳۶