وأما كمية ما يعطى المريض من الحساء في المرة الثانية فإنه إن كان المرض أجف مما ينبغي فليس ينبغي أن يكون كثيرا لاكنه يجب أن يتقدم فيشرب قبل أن يتناول الحساء ماء العسل أو الخمر أيهما رأيت أنه أنفع وأنا مخبر بالأنفع في كل واحد من الأحوال فيما بعد فإن ترطب الفم وكان ما ينفث من الرئة على ما ينبغي فقد ينبغي أن تنيلهم بالجملة الحساء مرة ثانية وذلك أن من أفرطت عليه الرطوبة أسرع وأكثر دل ذلك على سرعة بحرانه ومن كان الإفراط عليه أبطأ وأقل دل ذلك على إبطاء بحرانه وهذه الأشياء في أنفسها تكون في أكثر الأمر كما وصفت.
وقد تركت ذكر أشياء أخر كثيرة جليلة القدر يجب أن تعرف أيضا أنا واصفها فيما بعد وكلما كان النقاء أكثر فينبغي أن تكون كثرة ما تنيله المريض بحسب ذلك إلى وقت البحران وأكثره إلى يومين بعد البحران فيمن رأيت أن بحرانه يكون في اليوم الخامس أو السابع أو التاسع كيما تكون عنايتك أيضا قد شملت الزوج والفرد فإذا كان بعد ذلك فينبغي أن تستعمل الحساء بالغذاء فإذا كان بالعشي انتقلت إلى الأطعمة.
صفحه ۷