فقد نجد من يستعمل منذ أول المرض كشك الشعير لا يعلم أنه قد يضر بالمريض إذا ابتدأ أن يحسيه ذلك بعد أن كان قد تقدم فاستعمل فيه خلاء العروق يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك وكذلك أيضا من يستعمل ماء الشعير فإنك تجده لا يعلم أنه قد يضر بالمريض إذا سقاه ذلك من غير أن يكون ابتدأ فأعطاه إياه على الصواب وإنما يحفظ فقط ويعلم أن شرب المريض كشك الشعير قبل أن ينضج مرضه وقد جرت عادته باستعمال ماءه قد يحدث عليه ضررا عظيما.
ففي جميع هذه الأشياء التي وصفت أعظم الدلائل على أن تدبير هؤلاء الأطباء للمرضى ليس بصواب لكنهم يستعملون خلاء العروق في أمراض لا ينبغي استعماله فيها وهم سيغذون أصحابها بعد بالأحساء ويغيرون التدبير وينقلونه من خلاء العروق إلى استعمال الأحساء في أمراض لا ينبغي أن يغير فيها وهم في أكثر الأمر من ذلك على خطاء وذلك أنهم كثيرا ما ينقلون المريض من خلاء العروق إلى استعمال الأحساء في الأوقات التي ينتفع فيها كثيرا بالنقلة من الأحساء إلى استعمال خلاء العروق إن اتفق أن يكون استصعاب المرض في ذلك الوقت.
صفحه ۲۴