وإذا كانت نوائب الأمراض لازمة لأدوار فلا ينبغي أن يعطى المريض الغذاء أو أن يضطر إلى شيء لكن ينبغي أن تنقص من الزيادات، الأبدان التي يأتيها البحران لا ينبغي أن تحرك بدواء مسهل ولا بغيره من التهييج ولا يحدث فيها حادث لكن تترك، إنما ينبغي أن تستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض فأما ما دام نيا وفي أول المرض فلا ينبغي أن تستعمل ذلك إلا أن يكون المرض هائجا وفي أكثر الأمر ليس يكاد أن يكون المرض هائجا، الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي إليها أميل بالأعضاء التي تصلح لاستفراغها، ليس ينبغي أن تستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته لكنه ينبغي أن يستقيم الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ ويحتمله المريض بسهولة وخفة، وحيث ينبغي أن ترخى أو تحدث الغشي وتقلب ذلك فأقبل على أشياء أخر إما أن ترطب وإما أن تجفف وإما أن تجذب الشيء الذي بسببه تقلب كل هذه إلى ضد الجهة التي مال إليها متى كان المريض صبورا على ذلك محتملا له بسهولة وخفة، وبهذه تستدل وهي أن تستحيل اليابسة فتصير رطبة يابسة والمسهلة على الضد على الأكثر، هذه الأشياء تكون في الأفراد من فوق متى كانت أدوار النوائب ونظامها على هذه الحال وفي الأزواج من أسفل وذلك أنها إنما تنفع إذا حدثت من تلقاء نفسها متى كانت على هذه الصفة اللهم إلا أن تكون النوائب تقع في الأزواج فإن في هذه تكون في الأزواج من فوق وفي الأفراد من أسفل وهذه الأدوار يسيرة يعسر معها البحران وأيضا فإن التي يمتد زمانها إلى قدام يجب أن تكون على هذه الصفة مثال ذلك أن تكون في الثالث عشر من أسفل وفي الرابع عشر من فوق وذلك لأنها إنما ينتفع بها في البحران متى كانت على هذه الحال وأيضا التي تكون في العشرين والتي تكون في الأربعين اللهم إلا أن تكون تحتاج إلى تنقية البدن بكثرة من أسفل وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أن يكون هذا بالقرب من البحران لكن البعد منه، قد ينبغي في الندرة في الأمراض الحادة أن تستعمل التنقية بكثرة
[chapter 8]
صفحه ۱۵