قالت: ومتى تريد سؤالهم؟
أجاب: الآن، إكراما لخاطرك.
قالت: إذن سترى يا سيدي أنهم بعيدون عن مواقف التهم، فحاول أن يجيبها، غير أنه سمع ضجيجا شديدا قرب غرفته، وسمع قائلا يقول لحاجب غرفته: لا بد لي من مقابلة النائب العام فإني من رجال الأمن ويحق لي الدخول عليه حين أشاء.
فقام النائب وفتح الباب بيده، فوجد جنديا قابضا على رجل، وكان ذلك الجندي هو الذي عهد إليه كاستيليون أن يرسل النبأ البرقي إلى باكيتا.
أما الجندي فإنه حين رأى النائب العام قال له: هذا هو السارق يا سيدي وهو سكران كما تراه.
ثم دفعه إلى وسط الغرفة فسأله النائب قائلا: ماذا تدعى أيها الرجل؟ قال: إني أدعى بول سالبري على ما أظن؛ لأني سكران، وإني لا أكذب مطلقا في حال السكر، ولا أكتم أمرا من أموري.
وقد كان يقول الحقيقة، فإنه حين ذهب إلى أوكسر وصل إليها سكران - كما تقدم ودخل الفندق - وهنا طلب أيضا زجاجة من الخمر فزادته سكرا على سكره.
وقد اتفق أن هذا الجندي كان ساعتئذ في تلك الخمارة، فدعاه بول إلى الجلوس معه، وانطلق لسانه بالكلام كعادة أغلب السكارى فأخبره بكل ما حدث فقبض عليه الجندي وجاء به إلى النائب العام كما بسطناه.
الفصل الحادي والعشرون
ولنعد الآن إلى البارون دي نيفيل فإنه رضي عن خادمه ميشيل أتم الرضى، وأخذ يتداول وإياه بعد الحوادث المتقدمة فقال له: لا يستطيع سواي إخراج الكونتيس من المستشفى، فإذا لم أوافق على خروجها بصفتي الوصي عليها، بقيت فيه إلى أن تلقى حتفها. فقال له ميشيل: إني أسديك نصيحة يا سيدي البارون.
صفحه نامشخص