قال: اكتب لها هذه الكلمات: «احضري إلى أوكسر، فإن السيئ البخت في السجن.»
قال: سأفعل، فاطمئن! وقد دخلوا جميعهم إلى السجن، وجاءهم السجان بخبز أسود جاف كان طعامهم، ورأى ما كان من نفورهم.
فقال لهم: إني آتيكم بما تشتهون من الطعام بشرط أن تدفعوا ثمنه.
فقال كاستيليون: ليس لنا درهم.
قال: ومع ذلك فإنكم متهمون بالسرقة.
أجاب: هذا خير دليل يثبت براءتنا، فإن كنا سرقنا في هذه الليلة كما يدعون، فأين ذهب ما سرقناه؟
قال: أليس لكم أحد هنا يمدكم بما تحتاجون إليه؟
أجاب: كلا، ولكنا ننتظر الإعانة غدا من باريس.
قال: إذا كان ذلك فسآتيكم بطعام شهي؛ على أن تنقدوني ثمنه متى وردكم المال، فإني لا أرى منكم ما يدل على أنكم من أهل الشر، وأنا رجل فقير، قالوا: سنرد لك مالك مضاعفا فاطمئن.
فذهب السجان، وعاد إليهم بعد حين باللحم والخمر والفاكهة والخبز الأبيض، فأكلوا وشربوا، ثم ناموا من فورهم لفرط ما لقوه من العناء.
صفحه نامشخص