قلت: ولماذا يضربك أبوك، لعله شرير؟ فعاوده الرعب وقال: احذري يا سيدتي أن تذهبي إليه، فقد قلت لك إنه يضربك.
فسأله كوكليش قائلا: ماذا يشتغل أبوك يا بني؟ قال: إنه يعمل في الأرض، قال: وهل المواشي التي يحرث بها الأرض ملكا له؟ أجاب: كلا! بل هي لصاحب المزرعة، وأنا أشتغل عنده مع أبي.
قال: هل يضربك صاحب المزرعة أيضا؟
أجاب: كلا، ولكن أبي يضربني دائما أبدا وبقسوة.
فاشتدت شفقتي عليه، وقلت له: ألا تدافع عنك أمك؟!
قال: إن أمي ماتت، ثم أخي يبكي، فجعلنا نلاطفه حتى انقطع عن البكاء.
فسأله كوكليش: أين هي المزرعة يا بني؟ أجاب: إنها تبعد قليلا عن بيت أبي. قال: أتريد أن ترشدنا إليها؟
أجاب: بكل سرور فإني ذاهب إليها. وأخذ يركض أمامنا، وأنا أركض في أثره، فأعجبت به كل الإعجاب.
وفيما هو يقمز قمزات الغزلان عثرت رجله، فوقع على الأرض منبطحا، وسال الدم من جرحه القديم، فصحت صيحة ذعر، وأخذت أبكي لما أصابه، ولكنه ابتسم لي وقال: لا تبكي يا سيدتي، فليس هذا بشيء بالقياس إلى ما يصيبني كل يوم، ولم يلقبني أهل القرية عبثا بالسيئ البخت أحيانا، وبالمنحوس أحيانا.
الفصل السابع
صفحه نامشخص