قالت: أنصحك أن تكون صديقي.
فحاول أن يركع أمامها، ولكنها أوقفته وهي تبتسم، وقالت له: هل أردت أن تكون صديقا لي؟
فوقف البرنس حائرا، ينظر إليها ولا يفهم ما تعنيه، فقالت له: اعلم أيها البرنس أني فتاة شريفة لا أريد أن أخدع أحدا، ولو كان قلبي طليقا لما أحببت سواك، فقد حويت من الصفات ما يدفع كل امرأة طاهرة إلى حبك، ولكني قلت لك إني لا أملك قلبي؛ ولذلك أردت أن تكون صديقي، ولا أجد خيرا من أن أبسط لك تاريخ حياتي للوصول إلى هذه الغاية.
فأجابها بصوت مختنق قائلا: تكلمي، فاندفعت باكيتا في بسط تاريخها وتاريخ فيلكس منذ الحداثة إلى هذه الساعة، والبرنس يصغي إليها وقد تأثر من حكايتها إلى أن سالت دموعه، وثارت فيه الشهامة الروسية، فتغلبت فيه المروءة على الحب، وقال لها: لماذا لا تتزوجان؟
قالت: لأنه لا يريد. - لماذا؟!
أجابت: لأني غنية بما أكسبه من مهنتي وهو فقير.
قال: ولكنه مثال ماهر كما تقولين.
قالت: هو ذاك، وسيعرض تمثالا جميلا في هذا العام، فأخذ البرنس يدها بين يديه وقال لها: لقد اشتهرت في باريس بأني من المولعين بالفنون الجميلة، وأني من مريدي أصحابها، فإذا ظللت رجلا منهم بحمايتي أصبح من المشاهير.
قالت: لا ريب عندي في ذلك.
قال: أين يقيم خطيبك؟ - في منزل صغير في أوتيل رقم 17 ملك أحد خدم أبيه. - ألا يزعجه ذهابي إليه؟ - كلا، إلا إذا علم بما كان بيننا.
صفحه نامشخص