ابوالشهدا حسین بن علی
أبو الشهداء الحسين بن علي
ژانرها
قال: «والله لتخرجن إلي شيئا أو لأقتلنك وصبيك هذا.»
فقالت له: «ويحك! إنه ولد ابن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله.» فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه، فجذبه من حجرها فضرب به الحائط فانتثر دماغه على الأرض.
وهو مثل من أمثال قد تكررت بعدد تلك البيوت التي قتل فيها أولئك الألوف من النسوة والأطفال والآباء والأمهات.
وقد مات هذا السفاح وهو في طريقه إلى مكة يهم بأن يعيد بها ما بدأ بالمدينة، فدفن في الطريق، وتعقبه بعض الموتورين من أهل المدينة فنشبوا قبره وأحرقوه.
جريرة العدل
ولم تنقض سنوات أربع على يوم كربلاء حتى كان يزيد قد قضى نحبه، ونجمت بالكوفة جريرة العدل التي حاقت بكل من مد يدا إلى الحسين وذويه.
فسلط الله على قاتلي الحسين كفؤا لهم في النقمة والنكال يفل حديدهم بحديده ويكيل لهم بالكيل الذي يعرفونه، وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي داعية التوابين من طلاب ثأر الحسين. فأهاب بأهل الكوفة أن يكفروا عن تقصيرهم في نصرته، وأن يتعاهدوا على الأخذ بثأره فلا يبقين من قاتليه أحد ينعم بالحياة، وهو دفين مذال القبر في العراء.
فلم ينج عبيد الله بن زياد، ولا عمر بن سعد، ولا شمر بن ذي الجوشن، ولا الحصين بن نمير، ولا خولي بن يزيد، ولا أحد ممن أحصيت عليهم ضربة أو كلمة أو مدوا أيديهم بالسلب والمهانة إلى الموتى أو الأحياء.
وبالغ في النقمة فقتل وأحرق ومزق وهدم وتعقب الهاربين، وجوزي كل قاتل أو ضارب أو ناهب بكفاء عمله، فقتل عبيد الله وأحرق، وقتل شمر بن ذي الجوشن وألقيت أشلاؤه للكلاب، ومات مئات من رؤسائهم بهذه المثلات وألوف من جندهم وأتباعهم مغرقين في النهر أو مطاردين إلى حيث لا وزر لهم ولا شفاعة. فكان بلاؤهم بالمختار عدلا لا رحمة فيه، وما نحسب قسوة بالآثمين سلمت من اللوم أو بلغت من العذر ما بلغته قسوة المختار.
ولحقت الجريرة الثالثة بأعقاب الجريرة الثانية في مدى سنوات معدودات.
صفحه نامشخص