ابوالشهدا حسین بن علی
أبو الشهداء الحسين بن علي
ژانرها
ثم علا نجم «أبي سفيان بن حرب بن أمية» في الحجاز، فأصبحت له زعامة مرموقة إلى جانب الزعامة الهاشمية، فلما ظهرت الدعوة المحمدية أخذته الغيرة على زعامته، فكان في طليعة المحاربين للدعوة الجديدة، وندرت غزوة من الغزوات لم تكن فيها لأبي سفيان إصبع ظاهرة في تأليب القبائل وجمع الأموال، وشاءت المصادفات زمنا من الأزمان أن يظل وحده على زعامة قريش في حربها للنبي
صلى الله عليه وسلم ، فمات الوليد بن المغيرة زعيم مخزوم، ودان زعماء تيم وبني عدي وغيرهم من البطون القرشية الصغيرة بالإسلام، وبقي أبو سفيان وحده على رأس الزعامة الجاهلية والزعامة الأموية في منازلة النبي ومن معه من المهاجرين والأنصار، وبلغ من تغلغل العداء في هذه الأسرة للنبي
صلى الله عليه وسلم
أن أبا لهب عمه كان أوحد أعمامه في الكيد له والتأليب عليه؛ وإنما جاءه هذا من بنائه بأم جميل بنت حرب، أخت أبي سفيان التي وصفها القرآن بأنها «حمالة الحطب»؛ كناية عن السعي في الشر وتأريث نار البغضاء.
ثم فتحت مكة، فوقف أبو سفيان ينظر إلى جيش المسلمين، ويقول للعباس بن عبد المطلب: «والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما.» فلما قال العباس: «إنها النبوة.» قال: «نعم إذن!»
وقد أسلم أبو سفيان وابنه معاوية عند فتح مكة، وكان إسلام بيته أعسر إسلام عرف بعد فتحها، فكانت زوجه هند بنت عتبة تصيح في القوم بعد إسلامه: «اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه، قبح من طليعة قوم، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم!» •••
وظل أبو سفيان إلى ما بعد إسلامه زمنا يحسب غلبة الإسلام غلبة عليه، فنظر إلى النبي مرة، وهو بالمسجد نظرة الحائر المتعجب وهو يقول لنفسه: «ليت شعري بأي شيء غلبني!» فلم يخف عن النبي
صلى الله عليه وسلم
معنى هذه النظرة، وأقبل عليه حتى ضرب يده بين كتفيه، وقال له: «بالله غلبتك يا أبا سفيان!»
وكان في غزوة حنين يشهد المسلمين هزيمة الأولى فيقول: «ما أراهم يقفون دون البحر!» وقيل إنه كان في حروب الشام يهتف كلما تقدم الروم: «إيه بني الأصفر!» فإذا تراجعوا عاد فقال: «ويل لبني الأصفر!» •••
صفحه نامشخص