فلما كان مديرا للشرقية كان يفر من المجالس والسهرات ويعمد إلى تصفح الجرائد الحاوية نصوص المرافعات في قضية دريفوس واسترهازي ومرافعات لابوري الحرفية.
فإذا كان في باريس فهو الزبون الدائم لكشك بائعة الجرائد القريب من «الكافيه ده لا بيه»، يأتي إليه بنفسه وينتقي بيده أهم الصحف اليومية والجرائد الأسبوعية وكل ما هناك من دوريات وغير دوريات يعرف كتابها وأبحاثهم.
وعدلي الكاتب الصغير في الداخلية هو عدلي وكيل المديرية، وعدلي المدير، وعدلي المحافظ، وعدلي الوزير، وعدلي رئيس الوزارة، وعدلي المفاوض، وعدلي رئيس مجلس الشيوخ. الإنسان الصحيح، مثال الرقة والذوق والأدب والكياسة و«الجنتلة» بأقصى معانيها.
بعد اسم «سعد زغلول» تبرز في صفحة النهضة الوطنية ثلاثة أسماء كبيرة: رشدي، وعدلي، وثروت.
الوزراء الوطنيون الثلاثة الذين حرسوا الأمانة في أيام الحماية، وكانوا طليعة المؤيدين للدعوة إلى الاستقلال.
في 10 أكتوبر سنة 1917 أصدر عظمة السلطان فؤاد (صاحب الجلالة الملك فؤاد) أمره إلى المرحوم رشدي باشا بتأليف الوزارة، فثبت وزارته التي كانت قائمة منذ 19 ديسمبر سنة 1914.
وفي الوزارة الجديدة كان عدلي باشا كما كان في الوزارة السابقة وزيرا للمعارف.
وقدمت الوزارة استقالتها في أول مارس سنة 1919، إذ رفض المعتمد البريطاني الإذن للوفد المصري بالسفر إلى لندن لرفع مطالب مصر.
وبقيت البلاد بلا وزارة حتى سمح للوفد المصري بالسفر إلى لندن، فألف رشدي باشا وزارته الرابعة في 19 أبريل سنة 1919، واختير عدلي باشا وزيرا للداخلية.
وفي عهد هذه الوزارة وصل رجال الوفد المصري إلى باريس، وطرقوا باب مؤتمر فرساي ورفعوا صوت مصر وقدموا مطالبها. واعتصب موظفو الحكومة، وعبثا حاول المرحوم حسين رشدي باشا إرجاعهم إلى أعمالهم فرفع استقالته في 21 أبريل سنة 1919.
صفحه نامشخص