وسافر إلى روما سنة 1711، فكان موضع إكرام الحبر الأقدس.
ولما عاد إلى لبنان انتدب لتهذيب كتاب «الدر المنتخب» ليوحنا فم الذهب المترجم عن اللغة اليونانية.
وفي سنة 1725 سيم مطرانا للموارنة في حلب، فلم ين عن الوعظ والتهذيب والبحث والتأليف إلى أن توفي إلى رحمة مولاه في 10 يوليو سنة 1722.
لم يكن جرمانوس فرحات رجل دين فحسب، بل كان دائرة معارف للعلوم المشهورة في زمانه، وقد امتاز على معاصريه بالشعر والمباحث اللغوية العربية.
أما الشعر فقد جمع في ديوان باسمه، وعني بتصحيح الطبعة الثانية له (سنة 1894) الشيخ سعيد الخوري الشرتوني صاحب قاموس «أقرب الموارد»، ولم يكتف بالتصحيح، بل ذيله بتعاليق «تقف عند التفسير لغرائب كلمه، ولا تجاوز كشف الحجاب عن مبهمه.»
وقال في المقدمة:
وأما بعض ما في شعره - رحمه الله - من الانحطاط، فله في ذلك أسوة بكل شاعر من فحول الشعراء، إذ ما من شاعر إلا له الغث والثمين، والجيد والرديء. وما وجدنا ناثرا ولا ناظما أحب إثبات كل ما شاءه من منثور ومنظوم، إلا رأيناه مختلف الكلام لا مستويه، واطلعنا على جيده ورديه. وما انفرد أحد بالجيد إلا من احتاط لمقامه واسمه، فأعاد النظر في نثره ونظمه، وأحكم تهذيبه وترصيفه.
وأشعار فرحات كلها في أغراض دينية وتقوية وروحية وأخلاقية.
أما جرمانوس اللغوي النحوي، فترى علمه متجليا في مؤلفاته، وتبلغ المئة، أذكر منها:
الأجوبة الجلية في الأصول النحوية (طبع للمرة الأولى في مالطا سنة 1832).
صفحه نامشخص