في السنة الطاهرة، ليطرحوها - وهي المفسرة المبينة للقرآن الكريم - فتبعد الشقة بين المسلمين وفهم قرآنهم، ويبدو القرآن غريبا عنهم مع مر الزمن، وبهذا يتم لأعداء الإسلام ما يريدون.
وقد شاعت هذه الأفكار في أبحاث بعض المستشرقين، وحملها عنهم بعض من ينسب إلى أهل العلم، وروجها أشياعهم من أهل الأهواء.
ولكنا نعلم وجميع المنصفين يعلمون أن السنة انتقلت إلينا جيلا بعد جيل، على أسلم طرق التثبت العلمي، فقد بذل العلماء قصارى جهودهم في سبيل الحفاظ على السنة، فرحلوا في طلب الحديث، وتحملوا مشاق السفر، وتركوا الأهل والأوطان، وحفظوا الأحاديث بأسانيدها، وذكروا طرق كل حديث، وبينوا نقلته عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومازوا الضعيف من الصحيح، ونقدوا الرواة، نقدا علميا دقيقا، ولم يقبلوا الحديث إلا عن الثقات.
وقد أجمعت الأمة على عدالة الصحابة، الذين سمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتخرجوا في حلقاته، وبذلوا النفس والنفيس في سبيل الدعوة إلى الله، وإرساء قواعد الإسلام وحفظ الشريعة الحنيفة.
وكان الصحابي الجليل أبو هريرة أحد كبار الصحابة الذين رووا عن الرسول الأمين - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - الكثير الطيب، وروى عنه كثير من التابعين، فكان أكثر صحابي روي عنه الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لذلك وجه إليه أعداء الإسلام، وبعض أهل الأهواء سهام طعونهم فأعلنوها عليه حربا شعواء لا هوادة فيها، وتحاملوا عليه، واتهموه في بعض ما روى عنه، واستهزأوا ببعض مروياته، حتى أن بعضهم جعله في مصاف الوضاعين والكذابين، وفي زمرة أهل الجحيم.
وقد هالني أن أجد راوية الإسلام تلوكه الألسن المغرضة، وتتناوله أقلام الباطل، فرأيت من واجبي كمسلم أولا، وكمشتغل في السنة وعلومها
صفحه ۶