ابوحنیفه و ارزشهای انسانی در مذهب او
أبو حنيفة والقيم الإنسانية في مذهبه
ژانرها
تطيل كتب التاريخ وكتب «المناقب»، وبخاصة هذه الأخيرة، في الثناء على الإمام أبي حنيفة، وفي بيان ما فطر عليه من السجايا الفاضلة، وما أخذ به نفسه من الأخلاق الحميدة، فهو ورع عظيم الخشية لله، وهو صبور على ما يلقى من الأذى في ذات الله، وهو صلب في الحق يستهين بكل ما يلقى في سبيله، وهو عظيم البر بوالديه وأستاذه، وهو شديد العناية بأصحابه وتلاميذه، وعظيم في مواساتهم وصلتهم، وهو فطن وألمعي في ذكائه، وهو ... إلى آخر ما يذكرون، حتى لتكاد تتمثله أكمل الناس في زمنه أو غير زمنه، حاشا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وأصحابه رضوان الله عليهم.
ونحن هنا، لا نجد ضروريا أن نستقصي كل ما ذكره في هذه النواحي، ولا نجدنا في حاجة لتحقيق كل ما جاءوا به؛ لنعلم مداه من الصدق والدقة وتحري ما كان واقعا فعلا.
ومن أجل ذلك، نكتفي بأن نتكلم عن بعض أخلاقه وسجاياه الاجتماعية، والتي تتصل بأوثق الروابط بعلمه، نعني ما كان منها نابعا من تحققه بعلم الفقه وشريعة الله ورسوله، وبذلك يكون عالما عاملا وجامعا لفضيلة العلم والعمل به؛ ولهذا نتكلم عن: (1)
صلته بأصحابه وتلاميذه ومواساته لهم. (2)
ورعه وخشيته لله. (3)
صلابته في الحق، أو فيما يعتقد أنه حق.
فعن صلته بتلاميذه، نرى كل من كتبوا عنه يجمعون على أنه كان شديد الكرم، حسن المواساة لإخوانه، وقد قدمنا صنيعه في شراء حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم وكسوتهم سنة بعد سنة. وأشرنا فيما سبق أيضا، ونحن نتحدث عن جلوسه للتعليم، إلى حسن مواساته لإخوانه، وفي هذا يقول المكي في مناقبه: «وأسبغ على كل ضعيف منهم، وأهدى إلى كل موسر.» كما يقول في موضع آخر: «وكان ... معروفا بالإفضال على كل من يطيف به.»
وهذ خلق يرجع، فيما نعتقد، إلى ما كان من صلة وثيقة بين علم أبي حنيفة وعمله؛ فالعالم الحق بدين الله وشريعته يرى في العلم لذة لا تدانيها لذة المال، كما يرى في بذله من جاهه وماله لإخوانه فضلا لا يدانيه أي فضل، وهكذا كان أبو حنيفة رضوان الله عليه.
صفحه نامشخص