وهبك جمعت كل هذا في شخصك فأين تكون أنت بين جميع هذه الشخوص؟
لا تجب فإني مغنيك يا بني عن الجواب: إنك يومئذ لا تكون.
إنك تكون أنف زيد وعين بكر ولون خالد وسطوة فلان ومال آخرين، ولكنك أنت لن تكون وأنت أنت الذي يعنيك أن تكون جميع هؤلاء، وإذا كنت جميع هؤلاء فلا أنت ولا هؤلاء كائنون.
وقال التلميذ: ألا يتسنى لي أن أحتفظ بأساس وجوهر ثم أتمنى النوافل والعروض؟
قال الشيخ: ذلك خطؤكم القديم. فما من عرض إلا وهو داخل في صميم الجوهر، وما من شرفة في أعلى البناء إلا وللأساس منها عماد، وإن بصري الذي فقدته لجزء من تكويني لا أنزعه إلا انتزعت كلي معه فلم يبق لي ما أختار به ولا ما أختاره ... ولقد يكون من عوارض الحياة مال يذهب ومال يجيء، ودار تسكنها هنا ودار تسكنها هناك، ولكنك إذا كسبت المال وفيك طبع الفقير فكأنما وقع الدرهم في يمين غير يمينك. وإذا سكنت الدار وخلفت فيها ذكريات شبابك فأنت ساكنها وإن تحولت منها إلى العدوة الأخرى، وإذا وجدت مرة فلن توجد إلا على صورة واحدة في هذه المرة، وكل ما تختاره بعد ذلك فإنما هو من وحي تلك الصورة، ليس منه محيص ولا محيد.
كلا يا بني، لن يكون أبو العلاء إلا أبا العلاء!
بساط الريح
قال الشيخ: الحمد لله استطعنا وفعلنا.
قال الرسول: إن الفضول ذميم في كل شيء يا مولاي إلا في طلب العلم والسؤال عنه. أفيأذن لي أستاذنا في سؤال؟
قال الشيخ: أحسبك تسألني عما استطعت وفعلت؟
صفحه نامشخص