قال الرجل هامسا: «في المكتب بغرفة الجلوس. داخل الدرج العلوي إلى اليمين.»
ذهب فلم يجد صعوبة في العثور على المفاتيح. ثم عاد إلى غرفة النوم مرة أخرى. «أحتاج إلى حقيبة سفر كبيرة. هل لديكما واحدة؟»
كانت المرأة هي من أجابته: «تحت السرير.»
مد يده وسحبها. كانت كبيرة الحجم لكن خفيفة، مصنوعة من الورق المقوى المدعوم فقط في الأركان. تساءل إن كان ما تبقى من الملاءة الممزقة يستحق أن يأخذه معه. بينما كان يقف ممسكا بها في يديه مترددا، قال الرجل: «رجاء لا تكممنا. أعدك أننا لن نصرخ. رجاء لا تكممنا. زوجتي لن تستطيع التنفس.»
قال ثيو: «سأضطر لأن أبلغ شخصا ما أنكما مكبلين هنا. لن يتسنى لي أن أفعل ذلك إلا بعد مرور اثنتي عشرة ساعة على الأقل، لكني أعدكما أنني سأفعل. هل تتوقعون زيارة من أحد؟»
قال الرجل دون أن ينظر إليه: «السيدة كولينز، مساعدتنا المنزلية، ستأتي غدا في السابعة والنصف. هي تأتي مبكرا لأن لديها مهمة نهارية أخرى بعدنا.» «هل معها مفتاح؟» «أجل، دائما ما يكون معها مفتاح.» «ألا تنتظرون أحدا آخر؟ أحد أفراد العائلة مثلا؟» «ليس لدينا عائلة. كانت لدينا ابنة لكنها توفيت.» «هل أنتما متأكدان من أن السيدة كولينز ستكون هنا في السابعة والنصف؟» «أجل، فهي جديرة بالثقة جدا. ستأتي حتما.»
وارب الستارة القطنية الخفيفة المنقوشة بالورود وتطلع إلى الظلام في الخارج. لم ير إلا حديقة ممتدة ووراءها تبين معالم تل مظلم. إن صرخا طوال الليل فعلى الأرجح لن يبلغ صوتهما الواهن مسامع أحد. على كل حال، سيترك التلفاز مفتوحا ويرفع صوته إلى آخره.
قال: «لن أكممكما. سأترك التلفاز يعمل بصوت مرتفع حتى لا يسمعكما أحد. فلا تهدرا قواكما في الصراخ. ستتحرران عندما تأتي السيدة كولينز غدا. حاولا أن تحصلا على قسط من الراحة، أن تناما. أنا آسف لأني اضطررت لفعل ذلك. ستستعيدان سيارتكما في النهاية.»
شعر أنه سخيف وغير صادق وهو ينطق بذلك الوعد. قال: «أتحتاجان لأي شيء؟»
قالت المرأة بصوت واهن: «الماء.»
صفحه نامشخص