A Vision of an Islamic Commonwealth
فكرة كمنويلث إسلامي
ناشر
دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
شماره نسخه
إعادة الطبعة الثانية ١٤٣١هـ = ٢٠٠٠م
سال انتشار
ط١
محل انتشار
سورية
ژانرها
وهذه الاعتبارات ذاتها، صالحة فيما يتعلق بتطور الفرد النفسي عمومًا، وتطور المسلم نفسيًا بالخصوص. فالمستوى الشخصي لهذا المسلم، حتى ولو نما نموًا نسبيًا، يمكن أن يبدو في حالة تضاؤل، بقدر ما ينمو تطور الآخرين بسرعة أكثر. والواقع أن الوعي الاجتماعي الذي كان يتكون منذ حين في دائرة محدودة، أمام منظر محدَّد عمومًا، بنطاق بلاد معينة هي الموطن، قد أصبح يتكون اليوم في إطار أكثر امتدادًا بدرجة لا تضارع، وفي منظر أكثر انفساحًا كذلك. فكما هي الحال بالنسبة إلى الطفل، وللأسباب نفسها، يحصل امتداد في المستوى الشخصي للفرد: امتداد حضوره إلى مدى أبعد هن مقره، فوسطه، فبلاده. وهذا التوسع في مستواه الشخصي، يكون مقياسًا غير مباشر لدرتجة تحضر هذا الوسط، حيث لا يحيا الفرد مع أهله ومواطنيه فحسب، ولكن مع عدد أكبر من الآدميين.
وإذا كان هذا مقياسًا للتحضر بالنسبة إلى وسط معين، فهو صالح كذلك بالنسبة إلى الوسط الإسلامي، إما لقياس تقدمه إذا كان متقدمًا في هذا الطريق، وإما لقياس تخلفه إذا كان متخلفًا فيه.
وإذن فنحن إذا أردنا استدراك هذا (التخلف) الذي تناولناه كحالة مرضية خاصة بالمجتمع الإسلامي، كما سلف أن شرحنا ذلك فيما مضى، فهناك مجال لكي نأخذ في اعتبارنا بطريقة منهجية الإطار الاجتماعي الذي يتكوَّن فيه وعي المسلم المعاصر، بغية منحه أقصى مستوى شخصي ممكن. والواقع أن فكرة الكمنويلث الإسلامي تمثل في ذاتها تمديدًا في المنظر الذي يتكوَّن فيه الإنسان المسلم، وبالتالي امتدادًا في مستواه الشخصي.
ونحن إذ نُلخِّص هذه الاعتبارات بالنسبة إلى مسلم معين؛ يمكننا أن نقول إن وعيه يتكوَّن وسط عدد معين من الدوائر التي نستطيع تخطيطها، في اعتبارنا لها
1 / 67