بين العقيدة والقيادة

Mahmoud Shit Khattab d. 1419 AH
116

بين العقيدة والقيادة

بين العقيدة والقيادة

ناشر

دار القلم - دمشق

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

محل انتشار

الدار الشامية - بيروت

ژانرها

﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [الصف ٦١: ٤]، ويطلق هذا الأسلوب القتالي على سورة من سور الذكر الحكيم، هي سورة: (الصف). ويحذر الإسلام من إذاعة الأسرار العسكرية، ويجعل إذاعتها من شأن المنافقين، ويطالب المؤمنين بالرجوع إلى القيادة العامة، كما يطالبهم بالتثبت مما يصلهم من أنباء قبل الركون إليها والعمل بها. قال تعالى: ﴿لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الأحزاب ٣٣: ٦٠]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء ٤: ٨٣]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات ٤٩: ٦]. تلك لمحات من تعاليم الإسلام في تدريب الجيش وإعداده للحرب، ليكون جيشًا يؤثِرُ المصلحة العامة للمسلمين على المصلحة الخاصة لأفراده وجماعاته؛ وجَعَلَ للشهداء الحياة الخالدة المستمرة، وبذلك قضى على الخوف من الموت نهائيًا، وجعل معنويات الجيش عالية على أسس رصينة مستمدة من إعداده المادي وتربيته الروحية، وأمر بالإعداد المادي للجيش حتى ما يفقد عقالًا ولا خطامًا، وحثَّ على بناء المعامل الحربية مستهدفًا الاكتفاء الذاتي لجيش المسلمين، وأعد

= العدو أو أحسوا بالضعف نكصوا، ثم أعادوا تنظيمهم وكرُّوا، وهكذا يكرُّون ويفرُّون حتى يكتب لهم النصر أو الاندحار.

1 / 121