بالدليل، وإن لم يعرف معناه وفحواه، فنقول: أنت مجتهد تقول ما شئت، هذا يحصل فيه فساد الشريعة وفساد الخلق والمجتمع. والناس ينقسمون في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام:
١ـ عالِم رزقه الله عِلمًا وفهمًا.
٢ـ طالب علم عنده من العلم، لكن لم يبلغ درجة ذلك المتبحِّر.
٣ـ عامي لا يدري شيئًا.
أما الأول: فإن له الحق أن يجتهد وأن يقول، بل يجب عليه أن يقول ما كان مقتضى الدليل عنده مهما خالفه مَن خالفه من الناس، لأنه مأمور بذلك. قال تعالى: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ ١ وهذا من أهل الاستنباط الذين يعرفون ما يدل عليه كلام الله
_________
١ سورة النساء، الآية: ٨٣.