Callejón de los milagros

Najib Mahfuz d. 1427 AH
52

Callejón de los milagros

زقاق المدق

Géneros

ففغر المعلم فاه، فانفرجت شفتاه الغليظتان عن أسنانه الذهبية وقال: ماذا تقول؟

فلزم الفتى الصمت مقطبا، واستدرك المعلم: جلمان؟! ما هذا؟ .. صنف حشيش جديد؟!

فقال حسين متذمرا: أعني رجلا نظيفا. - ولكنك وسخ، فكيف تريد أن تكون نظيفا .. يا جلمان!

وضاق حسين بتهكم أبيه فقال منفعلا: أبي، أريد أن أحيا حياة جديدة، هذا كل ما هنالك، وسأتزوج من بنت ناس! - بنت جلمان! - بنت ناس طيبين. - ولماذا لا تتزوج بنت كلب كما فعل أبوك؟!

فتأوهت أم حسين قائلة: الله يرحمك يا أبي، كنت فقيها وقورا.

فالتفت نحوها بوجهه المربد وقال: فقيه! .. كان قارئ قبور، يتلو السورة بمليمين!

فقالت المرأة متوجعة: كان يحفظ كلام الله وكفى!

تحول عنها المعلم واقترب خطوات فصار من ابنه على بعد ذراع، وسأله بصوت مخيف: حسبنا كلاما، فليس لدي من وقت أضيعه بين مجانين، أتريد حقا أن تترك هذا البيت؟!

فلم حسين أطراف شجاعته وقال باقتضاب: نعم.

فأدام المعلم النظر إليه مليا، ثم ثارت ثائرته بغتة، فضربه براحته على وجهه. ولم يستطع الفتى أن يتفادى الضربة العنيفة فتلقاها بحنق جنوني، وابتعد عن الرجل وهو يصيح: لا تضربني، لا تمسسني، لن تراني بعد اليوم.

Página desconocida