لقد دفن نصفك في الرمال المغيرة على علاك وما زلت ترقب الشرق وتبتسم، ونحن تغزونا الكوارث، وتفتك بنا الدواهي، فنظل نترقب ونرجو.
أصحيح أن لغزك لغز الدهور، أم خلقك الإنسان رمزا له كما خلق آلهته على صورته ومثاله؟ لقد أعطاك من الثور الخاصرتين؛ مكمن الغريزة الجوفية الرامزة إلى السكوت، ومن الأسد براثن التحمس والاستماتة الرامزة إلى الجرأة، ومن النسر الجناحين المحلقين في بعيد المدى، الرامزين إلى المعرفة، ومنه - من إنسانيته - أعطاك الرأس، مشيرا إلى التبصر والإرادة المدركة المتغلبة على الغريزة والانفعال والخيال. فكيف يحصر فيك جميع هذه النزعات التي تتجاذبه ، ولا يضيف إليها ما بقي؟ لماذا لا يكون ابتسامك الدائم صورة الأمل المتجدد أبدا فيه؟ أليس إنه مثلك لأنك مثله؟ أليس إن في أعماقه أبا هول شاخصا أبدا في السموات العلى، كما ظفر بفجر وشروق لبث يتوقع بزوغ كوكب جديد، وشروق شمس ساطعة؟
Página desconocida