والآن أنظر إلى القفص!
لقد صمت الطائر المغني، وجمد الشعاع المحيي، فلا ترى في القفص إلا قليلا من الشمس المائتة!
مات الصغير الغريد، مات صغير حشاشتي!
مات عند بزوغ الفجر وقبل انقضاء الربيع، ولا يبقى في خاطري إلا أثر من ذلك اللحن المتواضع البديع. شعاع ذهبي أطل حينا واختفى في كبد الآفاق، ابتسامة لطف أشرقت، وما لبثت أن توارت في أخفية الظلام.
نور فكر ضاء ثم اضمحل في لجج العدم، وردة أثير تنفست فعطرت وأسكرت، ثم ذبلت.
نغمة حب تموجت ساعة ثم تلاشت في هاوية السكينة.
صديق صغير غرد فأطربني، وسكن في جواري فآنسني، ولما مزق قلبي العالم بشره وصغائره غنى طائري فأنساني قبح القباحة، وجعلني أفكر في كل حسن بهي.
هذه قيثارتي فقدت أحد أوتارها فناحت بلابل أنغامها.
فما أتعس القلوب الشديدة التأثر! وما أمر الجرح الصغير الذي يفتح جراحات كبيرات! •••
سر الوجود وسر الفناء من يستطيع اكتناههما؟
Página desconocida