130

El Cenit del Islam

ظهر الإسلام

Géneros

فيسقطني حذف ولا راء واصل

فكل امرئ أمثاله عدد الحصا

وهات نظيري في جميع المحافل

وهذا الأبيوردي الشاعر الفقيه، حكى الخطيب البغدادي عنه أنه مكث سنتين لا يقدر على جبة يلبسها في الشتاء، ويقول لأصحابه: «بي علة تمنعني لبس المحشو.» يريد بالعلة: علة الفقر.

وهذا الخطيب التبريزي كان له نسخة من كتاب «التهذيب في اللغة» للأزهري في عدة مجلدات أراد تحقيق ما فيها، وسماعها على عالم باللغة، فدل على أبي العلاء المعري، فجعل الكتاب في مخلاة وحملها على كتفه من تبريز إلى معرة النعمان، ولم يكن له من المال ما يستأجر به ما يركبه، فنفذ العرق من ظهره إليها فأثر فيها البلل، ومن شعره:

فمن يسأم من الأسفار يوما

فإني قد سئمت من المقام

أقمنا بالعراق على رجال

لئام ينتمون إلى لئام

وحكى لنا أبو حيان التوحيدي حادثة انتحار فظيعة فقال: «شاهدنا في هذه الأيام شيخا من أهل العلم ساءت حاله، وضاق رزقه، واشتد نفور الناس عنه، ومقت معارفه له، فلما توالى عليه هذا دخل يوما منزله، ومد حبلا إلى سقف البيت واختنق به، فلما عرفنا حاله جزعنا وتوجعنا وتناقلنا حديثه وتصرفنا فيه كل متصرف.»

Página desconocida