La renuncia
الزهد لابن أبي الدنيا
Editorial
دار ابن كثير
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
Sufismo
٢٣٦ - أنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ: «تَهُونُ عَلَى الدُّنْيَا الْمَلَامَةُ، إِنَّهُ حَرِيصٌ عَلَى اسْتِخْلَاصِهَا مَنْ يَلُومُهَا» أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ:
[البحر الطويل]
تُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَعِيبُهَا ... وَقَدْ حُذُّرُتْنَا لَعَمْرِي خُطُوبُهَا
وَمَا نَحْسُبُ الْأَيَّامَ تَنْقُصُ مُدَّةً ... عَلَى أَنَّهَا فِينَا سَرِيعًا دَبِيبُهَا
كَأَنِّي بِرَهْطٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَتِي ... إِلَى حُفْرَةٍ يُحْثَىعَلَيَّ كَثِيبُهَا
فَكَمْ ثَمَّ مِنْ مُسْتَرْجِعٍ مُتَوَجِّعٍ ... وَنَائِحَةٍ يَعْلُو عَلَيَّ نَحِيبُهَا
وَبَاكِيَةٍ تَبْكِي عَلَيَّ وَإِنَّنِي ... لَفِي غَفْلَةٍ عَنْ صَوْتِهَا مَا أُجِيبُهَا
أَيَا هَادِمَ اللَّذَّاتِ مَا مِنْكَ مَهْرَبٌ ... تُحَاذِرُ نَفْسِي مِنْكَ مَا سَيُصِيبُهَا
وَزَادَ غَيْرُ أَبِي إِسْحَاقَ:
وَإِنِّي لَمِمَّنْ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ... وَيُعْجِبُهُ رَوْحُ الْحَيَاةِ وَطِيبُهَا
فَحَتَّى مَتَى، حَتَّى مَتَى، وَإِلَى مَتَى ... يَدُومُ طُلُوعُ الشَّمْسِ لِي وَغُرُوبُهَا
رَأَيْتُ الْمَنَايَا قُسِّمَتْ بَيْنَ أَنْفُسٍ ... وَنَفْسِي سَيَأْتِي بَعْدَهُنَّ نَصِيبُهَا
٢٣٧ - ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ ⦗١١٧⦘ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: " إِنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ لَقِيَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ: عَلِّمْنِي عِلْمًا أَزْدَدْ بِهِ إِيمَانًا وَيَقِينًا، فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ لَا تَطِيقُ ذَلِكَ قَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُطَوِّقَنِي قَالَ: لَا تَغْتَمَّ لِغَدٍ، وَاعْمَلْ فِي الْيَوْمِ لِغَدٍ، وَإِنْ آتَاكَ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا سُلْطَانًا أَوْ مَالًا فَلَا تَفْرَحْ بِهِ، وَإِنْ صَرَفَ عَنْكَ فَلَا تَأْسَ عَلَيْهِ، وَكُنْ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ﷿، وَضَعْ يَدَكَ عَلَى قَلْبِكَ فَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَصْنَعَ بِنَفْسِكَ فَاصْنَعْهُ بِأَخِيكَ، وَلَا تَغْضَبْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَقْدَرُ مَا يَكُونُ عَلَى ابْنِ آدَمَ حِينَ يَغْضَبُ، وَرُدَّ الْغَضَبَ بِالْكَظْمِ، وَسَكِّنْهُ بِالتُّؤَدَةِ، وَإِيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ، فَإِنَّكَ إِذَا عَجِلْتَ أَخْطَأْتَ حَظَّكَ، وَكُنْ سَهْلًا لَيِّنًا لِلْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلَا تَكُنْ جَبَّارًا عَنِيدًا "
1 / 116