458

عليك البلاغ ) إذ ما عليك إلا أن تبلغ وقد بلغت ( والله بصير بالعباد ) وعد ووعيد.

( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم (21) أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22))

( إن الذين يكفرون بآيات الله ) يجحدون حجج الله وبيناته ( ويقتلون النبيين بغير حق ) أي : قتلهم لا يكون إلا بغير حق.

روي عن أبي عبيدة بن الجراح قال : «قلت : يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال : رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر ، ثم قرأ عليه السلام : ( ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس )، ثم قال عليه السلام : يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل ، فأمروا من قتلوهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم ، وهو الذي ذكره الله تعالى». وكذا قال المفسرون (1).

( فبشرهم بعذاب أليم ) هم أهل الكتاب الذين في عصر النبي صلى الله عليه وآلهوسلم ، قتل أولوهم الأنبياء ومتابعيهم من عباد بني إسرائيل ، وكان هؤلاء راضين بما فعلوا ، وقصدوا قتل النبي صلى الله عليه وآلهوسلم والمؤمنين ، ولكن الله عصمهم. وقد سبق (2) مثله في سورة البقرة.

Página 463