427

روي عن الباقر عليه السلام : أن الوليد بن المغيرة كان يربي في الجاهلية ، وبقي له بقايا على ثقيف ، فأراد خالد بن الوليد المطالبة بها بعد أن أسلم ، فنزلت : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ) أي : واتركوا بقايا ما شرطتم على الناس من الربا ، واقتصروا على رؤوس أموالكم ( إن كنتم مؤمنين ) بقلوبكم ، فإن دليل الإيمان امتثال ما أمرتم به.

( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) أي : فاعلموا بها ، من : أذن بالشيء إذا علم به. وقرأ حمزة وعاصم في رواية ابن عياش : فآذنوا ، أي : فأعلموا بها من لم ينته عن ذلك ، من الإذن وهو الاستماع ، فإنه من طرق العلم. وتنكير حرب للتعظيم ، أي : نوع عظيم من الحرب. وحرب الله هو حرب رسوله.

وقيل : حرب الله بالنار ، وحرب رسوله بالقتال. وذلك يقتضي أن يقاتل المربي بعد الاستنابة حتى يفيء إلى أمر الله ، كالباغي.

عن الصادق عليه السلام : «آكل الربا بعد البينة يؤدب ، فإن عاد أدب ، وإن عاد قتل».

وقيل : كان العباس وخالد شريكين في الجاهلية ، يسلفان في الربا ، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة ، فأنزل الله هذه الآية ، فقال النبي صلى الله عليه وآلهوسلم : «ألا إن كل ربا في الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب ، وكل دم في الجاهلية موضوع ، وأول دم أضعه دم ربيعة بن حارث بن عبد المطلب».

( وإن تبتم ) من الارتباء واعتقاد حله ( فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ) بأخذ الزيادة ( ولا تظلمون ) بالمطل والنقصان.

Página 432