La esencia del pensamiento en la historia de la migración

Baybars Al-Mansuri d. 725 AH
157

La esencia del pensamiento en la historia de la migración

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Géneros

Historia

الأمير شمس الدين الفارقاني وظنهم أنه عمل على أستاذهم وأخذ منصبه اتفقوا على امساكه وائتمروا على اهلاكه وحشنوا ذلك للسلطان وبعثوه عليه واستعانوا بسيف الدين كوندك الساقي وكان الملك السعيد قد قدمه وعظمه لأنه ربي معه في المكتب وامتدت أطماعه الى أن يكون عوضا من الفارقاني في المنصب فأمسكوا الأمير شمس الدين المذكور وهو قاعد على باب القلة وسحبوه إلى داخل وبالغوا في ضربه واذيته ونتف لحيته والاكثار من اهانته لما في أنفسهم من كراهته واعتقل بالقلعة فلم يلبث الا أياما قلائل حتى مات ولم إلى ألزامه ليدفنوه واستقر بعده في نيابة السلطنة الأمير شمس الدين سنقر الألفي المظفري فلم ترضه الخاصكية لأنه ليس من الظاهرية واتفق أنه ولي خوشداشا له يسمي علم الدين سنجر الحموي ويعرف بأبي خرص الأعمال الصفدية وزاده نواحي من خاض الديوان السلطاني على اقطاعه وهي أريحا وكفر تمرينه فأوهموا السلطان منه، وزعموا أنه يقصد اقامة المظفرية ولا تؤمن غائلته و فعزله عن قريب ووتي سيف الدين كونك الساقي فمال إلى جانب الأمير المخدوم سيف الدين قلاوون الألفي واتفق أنه كان تحت حجره أخت لزوجته وهي بنت كرمون التتري الذي ذكرنا وفوده إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستين وستمائة وذلك أن كرمون وصل معه ثلاث بنات له مستحسنات فتزوج احداهن الأمير المخدوم سيف الدين قلاوون وترزق منها ولده الأكبر علاء الدين على الملقب في سلطنته بالملك الصالح وواحدة كانت مزوجة بواحد من التتار الوافدين وبقيت الثالثة بكوا ومات أبوها فأخذها المخدوم الى عنده وصارت مع أختها فخطبها الملك الظاهر ودخل بها ثم أبانها وأعادها إلى مكانها فخطبها سيف الدين كوندك حين صار نائب السلطنة فجهزها اليه رزقها عليه فتمكنت قربته وتأكدت صحبته ووصلته وتقدم في ذلك الوقت شخص من المماليك الخواص السلطانية اسمه لاجين الزيني وتميز على أمثاله وغلب على الملك السعيد في أكثر أحواله وضم اليه جماعة من الخاصكية واستمالهم بالخشداشية وأخذ لهم الاقطاعات واستنجز لهم الصلات فكان كلما انحل بديوان الجيوش المنصورة اقطاع له صورة يسارع إلى أخذه لمن يختار وينافس النائب المذكور في الايراد والاصدار فتوغرت منهما الصدور ودبت بينهما عقارب الشرور وبغى كل منهما لصاحبه الغوائل ونصب أحدهما للآخر الحبائل وضم اليه كوندك جماعة من أهل السمع له والطاعة وجعل الأمراء الكبار عمدته واتخذهم عدته فبقى القوم حزبا له وحزبا عليه فكان هذا الاختلاف موجبا) للفساد والتلاف ولقد احسن القائل حيث يقول :

مثله في الدولة التركية حتى بيع القمح بخمسة دراهم الأردب والشعير بثلاثة دراهم والحبوب بدرهمين.

وبادر الى خدمته وقدم له حصنين من حصونه أحدهما يسمى طريف على البحر والآخر يسمى الجزيرة فتسلمهما منه ورتب فيهما جماعة من أصحابه وبلغ ملوك الفرنج حضوره اليه واجتماعهما معا فحشدوا حشدا عظيما فخرجوا بفارسهم وراجلهم لقصدهما وكان فيهم من أكابرهم ذو النو وبدر قزمان والتقوا فكانت الكسرة على الفرن فقتل منهم ألوف كثيرة نجمع المسلمون رؤوسهم فجعلوها تلا نكانت أربعة وعشرين الف رأس وصعد المؤذن عليها وأقام فوقها ورجع يعقوب إلى بلاده ونزل في بلاد ابن الأحمر ولده منديل بن يعقوب وعنده تقدير أربعة آلاف فارس.

وفيها توفي الشيخ الفخر أبو عبدالله محمد الفارسي بالقاهرة في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة منها وقبره ظاهر بقرافة مصر الصغرى يزار

وتوفي الشيخ شمس الدين الحنبلي والشيخ عماد الدين عبد الرحمن بن داوود بن ضاحي المعروف بالسمربائي وكان فاضلا وله نظم حسن منه :

Página 165