Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Géneros
وما إن تعجب جساس من فصاحتها وسألها عن حالها، حتى قالت بأنها: «شاعرة أطوف القبائل والعشائر، أمدح السادات والأكابر.»
ورحب بها جساس ودعاها للعيش في دياره وحمايتها من كل معتد عليها بقتله، وهنا كانت البسوس قد بلغت مرادها، فأقامت عنده شهرين تنشر الفتنة بين القبائل والقواد والأمراء، مثيرة الأحقاد بين البكريين على حكامهم التغلبيين أو بني ربيعة، وملكهم كليب مغتال أخيها التبع حسان اليماني.
وعندما وصلت ذروتها في تحريض القبائل، ووصل الأمر إلى أميرهم جساس، وملأته - بدوره - الشكوى من التغلبيين وتعديهم على قبيلته منذ أن تملك عليهم كليب بعد قتل التبع حسان.
واتخذ جساس قراره بضرورة الاجتماع بابن عمه - زوج أخته الجليلة الملك كليب - وإعلامه «بتعديات قومه وجورهم» ومعرفة رأيه وتصرفه، وعلى ضوء هذا التصرف يحق لجساس التصرف بدوره.
إلا أن فتنة البسوس كانت قد استفحلت إلى أن وصلت مسامع الملك كليب ذاته، وتبني بني مرة لها، فتضايق وأرسل بدوره إلى أميرهم جساس لتحذيره ومطالبته بإيقافها داخل «حركات البكريين وإخراج العجوز من القبيلة.»
وواضح أن كلتا السلطتين القبليتين لكلا البكريين والتغلبيين كانت تتوجس وتتجسس على الأخرى.
وهنا تأكد لجساس كلام قومه ومخاوفهم، فرفض الإذعان لمطالب الملك كليب وإبلاغه وكذا طرد العجوزة، وبدلا من هذا واصل تجميع الجموع وتفريق السلاح على قومه وتقويتهم بآلات الحرب والكفاح، وحرص جساس على أن يجري هذا الاستعداد سرا بعيدا عن عاصمة الملك كليب وعيونه، دمشق.
ولما أبلغ كليب أخذته الهواجس وازداد كدره وملأته الحيرة، فتذكر أخاه الزير سالم، وركب إليه في جماعة من فرسانه، وزاره في موطنه ومنفاه الموحش «بير السباع» أو بئر سبع بفلسطين.
فاستقبله الزير سالم مرحبا، وكان ثملا، وما إن أجلسه في مكانه اللائق حتى أخبره كليب أنه إنما جاء ليأخذه إلى القبيلة، «وأقيمك ملكا مكاني»، فكليب قد أضحى طاعنا في السن ولا قدرة له على الحكم والسلطان بعد أن تغيرت الأحوال ووقع النزاع بين القبيلتين، وأنشد كليب:
أخي سالم اسمع ما أقول لك
Página desconocida