============================================================
مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، إلا في كتاب مبين [يونس: 61].
(المفاضلة بين اللفات] أفضل ألسنة الأمم كلها أربعة؛ العربية، والعبرانية، والسريانية، والفارسيةا لأن الله عز وجل أنزل كتبه على أنبيائه عليهم السلام آدم ونوح وإبراهيم ومن بعدهم من أنبياء بني إسرائيل بالسريانية والعبرانية، وأنزل القرآن على محمد صلى اله عليه وآله بالعربية. وذكر أن المجوس كان لهم نبي وكتاب، وأن كتابهم(1) كان بالفارسية(2). هذا ما اتفق عليه أصحاب الشرائع(3).
وقال قوم بفضل اللغة اليونانية والهندية، لأن كتب الفلاسفة والأطباء وأصحاب النجوم والهندسة والحساب بها. وهذا قول منبوذ عند أهل الملل(4) .
[العربية أفضل اللفات) وقلنا إن أفضل اللغات الأربع لغة العرب، وهي أفصح اللغات كلها وأكملها و أتمها وأعذبها وأبينها. ولم يحرص الناس على تعلم شيء من اللغات في دهر من الذهور، ولا في وقت من الأوقات، كحرصهم على تعلم لغة العرب، ولا رغبوا (1) في م : كتابه .
(2) تنقل المصادر القديمة عن الإمام علي أن المجوس كان لهم كتاب، ولكنه ارتفع، وأن الرسول أخذ منهم الجزية لأجل كتابهم، وحرم مناكحتهم وذيائحهم لشركهم. انظر: الخراج لأبي يوسف ص 156.
(3) أحال المؤلف على هذا الموضع في كتابه "أعلام النبوة"، عند ذكره "أفضل اللغات" ، أي الغات الحضارية التي عرفت الكتب السماوية، وقد ذكر هناك قائلا: "وقد فسرنا ذلك في غير هذا الكتاب"، انظر: أعلام النبوة ص 218 .
(4) من المرجح أن الإشارة هنا إلى آراء محمد ين زكريا الرازي، التي نقدها المؤلف في كتابه "أعلام النبوة"، ص 213، وما بعدها . ولعل علاقة التنابذ بينهما أقدم من هذه المجادلة العابرة، التي يشير المؤرخون إلى أنها حصلت في الري. فقد ذكر محمد بن زكريا الرازي أن في رحلته إلى بغداد التقى عند أحد مشايخه بشاب كان يزعم أن علم اللغة هو "علم العلوم" لكنه سخر منه، وبين له فساد رأيه، وأخجله. انظر: محمد بن زكريا الرازي : كتاب الطب الروحاني، رسائل فلسفية، ص 44 . وليس من المستبعد أن يكون المقصود أبا حاتم الرازي .
Página 92