223

============================================================

الدافع عنهم، الأمين الذي لا ينقصهم من حسناتهم، ولا يلتهم(1) من أعمالهم شيئا. تبارك الله المهيمن.

[17 العزيز ومن صفاته "العزيز" . قال الله عز وجل المؤمن المهيمن العزيز الجبار) (الحشر: 23]. ويقال عند ذكره عز وجل: عز اسمه. فالعزيز يكون على وجوه؛ يقال: عز، إذا امتنع، فلم يقدر عليه. ومنه يقال للشيء إذا لم يوجذ: قد عز، أي قل في أيدي الناس، وامتنع من الوجود. فقيل: عز الله، وهو العزيز، ولزمه هذا الالاسم على الحقيقة، إذ لم يقدر على كيفيته، ولم تخلص هذه الصفة إلا له. إذا كان كل عزيز من الأشياء يوجد على حال ما، وهو العزيز عز وجل(2) ممتنع من أن تدركه الأوهام والصفات والخطرات.

والوجه الآخر فمعناه الغلبة والقهر. يقال: عز إذا غلب وقهر. قال أوس بن حجر: [الطويل] اذا أنت ناوأت القرون فلم تنؤ بقرنين عزتك القرون الكوامل عزتك معناه: غلبتك. ويقال في المثل "من عز بز"، أي من غلب سلب(4).

وأنشد: [المنسرح] وصار من عز بز صاحبه إلا قريبا أو داني النسب بزه، أي سلبه، وأخذ بزته(5). قال الله عز وجل (وعزني في الخطاب) (1) ولته حقه، يلته : نقصه، ينقصه، وأولت، يولت، اللسان، مادة (ولت) .

(2) في ب: وهو تبارك وتعالى ممتنع.

(3) لم أجده في ديوان أوس بن حجر المطبوع. والبيت في لسان العرب 318/14، وخزانة الأدب 94/1 بلا نسبة (غرتك) . ونسب لأوس في قطعة في التمهيد، وفي ديوانه أبيات منها ص 99.

(4) أمثال العرب للمفضل الضبي ص 124، الأمثال لأبي عبيد ص 113، المبرد : الفاضل ص 47.

(5) في الزاهر 175/1 : البزة : السلاح.

217

Página 220